٢٢-[٢٣] أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله الحنائي قال: ثنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ قال: ثنا أَبُو عَلِيٍّ حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ حَنْبَلٍ قال: ثنا موسى بن إسماعيل أبو سلمة المنقري قال: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمَدَنِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَخِيهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: كُنْتُ لَكَ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ حَدِيثَ أُمِّ زَرْعٍ وَصَوَاحِبِهَا قَالَتْ: اجْتَمَعَ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً فَتَعَاقَدْنَ وَتَعَاهَدْنَ أَنْ يَنْعِتْنَ أَزْوَاجَهُنَّ وَيَصْدُقْنَهُ فَقَالَتْ إِحْدَاهُنَّ: زَوْجِي عياياء طباقاء وكل داء له دَاءٌ شَجَّكِ أَوْ فَلَّكِ أَوْ جَمَعَ كُلًاّ لَكِ
قَالَتِ الْأُخْرَى: زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غَثٍّ بِجَبَلٍ لَا سَمِينٍ فَيُرْتَقَى إِلَيْهِ وَلَا سَهْلٍ فَيُنْتَقَلُ
قَالَتِ الْأُخْرَى: زَوْجِي الْعَشَنَّقُ إِنْ أَسْكُتْ ⦗٢٢١⦘ أُعَلَّقْ وَإِنْ أَنْطِقْ أُطَلَّقْ قَالَتِ الْأُخْرَى زَوْجِي إِذَا شَرِبَ اشْتَفَّ وَإِذَا رَقَدَ الْتَفَّ وَلَا يُدْخِلُ الْكَفَّ فَيَعْلَمُ الْبَثَّ
قَالَتِ الْأُخْرَى: زَوْجِي لَا أُنْبِئُ (١) خَبَرَهُ أَخْشَى أَنْ لَا أَذَرَهُ قَالَ عُرْوَةُ هَؤُلَاءِ خَمْسٌ يَشْكُونَ
قَالَ: وَقَالَتِ الْأُخْرَى: زَوْجِي لَيْلُ تِهَامَةَ لَا حَرٌّ وَلَا بَرْدٌ وَلَا مَخَافَةٌ
قَالَتِ الْأُخْرَى: زَوْجِي إِذَا دَخَلَ فَهِدَ وَإِذَا خَرَجَ أَسِدَ وَلَا يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ
قَالَتِ الْأُخْرَى: زَوْجِي الرِّيحُ رِيحُ زَرْنَبٍ والْمَسُّ مَسُّ أَرْنَبٍ أَغْلِبُهُ وَالنَّاسَ يَغْلِبُ
قَالَتِ الْأُخْرَى: زَوْجِي أَبُو مَالِكٍ وَمَا أَبُو مَالِكٍ؟ ذُو إِبِلٍ كَثِيرَةُ الْمَسَالِكِ قَلِيلَةُ الْمَبَارِكِ إِذَا سَمِعْنَ صَوْتَ مِزْهَرٍ أَيْقَنَّ أَنَّهُنَّ هَوَالِكُ
قَالَتِ الْأُخْرَى: زَوْجِي طَوِيلُ ⦗٢٢٢⦘ النِّجَادِ رَفِيعُ الْعِمَادِ عظيم الرماد (٢) قَرِيبُ الْبَيْتِ مِنَ النَّادِ
قَالَتْ أُمُّ زَرْعٍ: زَوْجِي أَبُو زَرْعٍ وَمَا أَبُو زَرْعٍ؟ أَنَاسَ مِنْ حُلِيٍّ أُذُنَيَّ وَمِنْ شَحْمٍ عَضُدَيَّ وَبَجَّحَ نَفْسِي فَبَجِحَتْ إِلَيَّ.
ابْنُ أَبِي زَرْعٍ وَمَا ابْنُ أَبِي زَرْعٍ؟ مَضْجَعُهُ كَمَسَلِّ الشَّطْبَةِ وَتَكْفِيهِ ذِرَاعُ الْجَفْرَةِ،
بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ وَمَا بِنْتُ أبي زرع؟ ملء كسائها وصفر ردائها وخير نسائها وغيظ جارتها وَطَوْعُ أَبِيهَا وَطَوْعُ أُمِّهَا خَادِمُ أَبِي زَرْعٍ لَا تَبُثُّ حَدِيثَنَا تَبْثِيثًا ⦗٢٢٣⦘ وَلَا تُفْسِدْ مِيرَتَنَا تنقيثا ولا تعش بَيْتَنَا تَعْشِيشًا أَتَانِي أَبُو زَرْعٍ وَأَنَا فِي شِقٍّ فَنَكَحَنِي فَانْطَلَقَ بِي إِلَى أَهْلِ صَهَيْلٍ وأصطيط ودائس ومنق فأنا عنده أشرب فأتقمح وَأَرْقُدُ فَأَتَصَبَّحُ وَأَقُولُ فَلَا أُقَبَّحُ (٣) خَرَجَ مِنْ عِنْدِي أَبُو زَرْعٍ وَالْأَوْطَابُ تُمْخَضُ فَأَبْصَرَ امْرَأَةً لَهَا ابْنَانِ كَالْفَهْدَيْنِ يَلْعَبَانِ مِنْ تَحْتِهَا بِرُمَّانَتَيْنِ فَنَكَحَهَا أَبُو زَرْعٍ وَطَلَّقَنِي فَنَكَحْتُ بَعْدَهُ شَابًّا سريا ركب فرسا شريا وأخذ رمحا خطيا وَأَرَاحَ عَلَى بَيْتِيَ نَعِمًا ثَرِيًّا، ⦗٢٢٤⦘ أَتَانِي مِنْ كُلِّ سَائِمَةٍ زَوْجًا فَقَالَ: كُلِى وَمِيرِي أَهْلَكِ فَلَوْ جَمَعْتُ كُلَّ شَيْءٍ أَصَبْتُهُ مِنْهُ فَجُعِلَ فِي أَصْغَرِ وِعَاءٍ مِنْ أَوْعِيَةِ أَبِي زَرْعٍ مَا مَلَأَهُ،
قَالَتْ عَائِشَةُ ﵂ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: فَكُنْتُ لَكَ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْخَلَّالِ عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي الْحُسَامِ الْمَدِينِيِّ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى آلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْقُرَشِيِّ
وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ جَمِيعًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي عَمْرٍو عِيسَى بْنِ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّبِيعِيِّ الْهَمْدَانِيِّ الكوفي الْأَصْلِ نَزَلَ الشَّامَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أبي المنذر عن أخيه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ خَالَتِهِ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ وَكُنْيَتُهَا أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ كَنَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِابْنِ أُخْتِهَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ
وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُجَرٍ وَسُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيِّ عَنْ عِيسَى بْنِ يونس عن هشام بن عروة بهذا.
_________
(١) [[من طبعة السلفي والمخطوط، وفي المطبوع: لا أبث]]
(٢) [[من طبعة السلفي والمخطوط، وفي المطبوع: الرقاد]]
(٣) [[من طبعة السلفي والمخطوط، وفي المطبوع: فلا أفنج]]
1 / 220