امپراطوره فاتنه
فاتنة الإمبراطور: فرانسوا جوزيف إمبراطور النمسا السابق وعشيقته كاترين شراط
ژانرونه
فازداد اضطراب كاترين شراط وقالت: هل ذكر جلالته لك الحلي التي يريدها؟ - لم يذكرها، وإنما يريد الحلي التي قامت الضجة لأجلها في مجلس النواب. - أمس؟ - نعم، أمس ضج الاشتراكيون في مجلس النواب بأمر هذه الحلي؛ ولهذا رأت حكمة جلالته أن يستجلبها ولو لأجل حفلة هذا المساء، وربما قرأت في صحف اليوم شيئا من هذا القبيل.
وكانت كاترين ترتجف غضبا ولا تقدر أن تكتم غيظها، فقالت: حفلة عيد ميلاد الإمبراطورة؟ - نعم، في هذا المساء. - ما شأن هؤلاء الاشتراكيين الوقحين؟ - إني يا مولاتي جندي خادم لإرادة جلالة مولاي الإمبراطور، ولا دخل لي في السياسة.
ففكرت كاترين شراط برهة وهي تتقلب غضبا تقلب الحرباء، ثم قالت: ماذا قال لك جلالته غير مضمون هذا الأمر؟ - أوصاني أن أكون شديد الحرص على الحلي. - هل تعلم قيمة الحلي؟ - أعلم أنها ثمينة ونفيسة جدا يا مولاتي؛ ولهذا اختار جلالته أصدق عبيده لنقلها. - ومتى تعود؟ - الآن. - عندك متسع من الوقت؟ - لا يا مولاتي، فإن الأمر يقضي بالعودة في الحال، وقد قتلت من وقتي هنا بضع دقائق وأمام منزلك ساعة؛ لأني أشفقت أن أوقظك على إثر وصولي. - إذن لا مناص؟ - نعم يا سيدتي، لا مناص من تنفيذ أمر جلالته في هذه الدقيقة، فأرجو من فضلك ألا تحمليني جريمة التأخر.
فعادت كاترين شراط إلى غرفتها مكتئبة، وبعد عشر دقائق عادت وبين يديها صندوق، وفتحته وعرضت على جوزف شندر الحلي التي فيه قائلة: هذه 12 قطعة. - مفهوم يا مولاتي، إني أستلم الصندوق مقفلا وأسلمه إلى جلالته الساعة العاشرة إن شاء الله مقفلا، وداعا الآن. إلى الملتقى إن شاء الله. - أجل، إلى الملتقى في فينا إن شاء الله.
ثم حمل جوزف الصندوق بعد أن أودع مفتاحه في جيبه وانحنى ومضى، وكان الصباح قد اتضح قليلا، وبقيت كاترين جالسة في غرفتها تفكر مكتئبة.
الفصل الرابع والثلاثون
دوي الصوت
ما هي إلا دقائق معدودة حتى دخلت الخادمة على كاترين شراط تقول لها: إن ضابطا يريد مقابلتها في الحال، فبغتت كاترين وأحست أن داهية مفاجئة، فقالت: «ليدخل.» وفي الحال استقبلت في البهو ضابطا عالي الرتبة، فانحنى لها باحترام ودفع إليها رسالة مغلفة بغلاف معنون باسمها، فلما رأته وجفت إذ علمت أنه معنون بخط الإمبراطور، وفضته وهي تقول لنفسها: ويلاه! أخاف أن أكون قد خدعت.
وقرأت فيه ما يأتي:
على حضرة رئيسة دير الراعي الصالح أن تلبي طلب البارونة ليوتي إذا كان حقا.
ناپیژندل شوی مخ