امپراطوره فاتنه
فاتنة الإمبراطور: فرانسوا جوزيف إمبراطور النمسا السابق وعشيقته كاترين شراط
ژانرونه
فركب الماجور وأمر الحوذي أن يقف بمركبته لدى ذلك المنزل، ففعل الحوذي، ثم نقده الماجور الأجرة فانطلق. أما الماجور فرأى المنزل شبه صرح صغير في وسط حديقة صغيرة، وقد رأى أشعة مصابيحه تنبعث من بعض نوافذه، فجعل يتمشى لدى المنزل إلى أن رأى شبحا واقفا لدى سور الحديقة، فتقدم إليه، فإذا هو رجل فسأله: أليس لديك عود ثقاب لإشعال سيكارة؟
فأعطاه ذاك علبة الثقاب، فأشعل الماجور سيكارته، ورأى على نور الثقاب وجه ذلك الرجل، فإذا هو نفس الفتى الذي رآه واقفا على مقربة من السيدتين أمام الملعب، وفطن إلى المركبة التي كانت تتعقب مركبة السيدتين، وخطر له أن يكون هذا الفتى هو الذي كان يستقلها، فقال له: لعلك تنتظر مركبة؟ - لا أنتظر شيئا. - الطقس بارد. - لماذا تركت مركبتك إذن؟ - لأني إلى هنا قاصد. - لعلك فقدت شيئا هنا؟ - أجل، هنا فقدت شيئا. وأنت؟ - أما أنا فلم أفقد شيئا. أقول لك لا يليق بنا أن نقف في السبيل، فالأفضل أن ينطلق كل منا إلى بيته، في أي طريق أنت سائر؟ - في هذا الطريق. - وأنا في عكسه، فلنمض إذن.
ومضى الماجور وهو يلتفت إلى ورائه ويرى شبح الفتى الآخر متباعدا بتثاقل ، ثم سار حول الحديقة وهو يلتفت إلى الصرح، وما صار في الجانب الآخر حتى التقى بنفس الفتى، فاستمر كل في سبيله، ودار الماجور إلى أن وصل حيث كان أولا، فالتقى بنفس الفتى ثانية، فقال له: أراك كمن أضاع شيئا هنا.
فأجابه: ما هذا شأنك. سر في سبيلك. - هذا سبيلي، فسر أنت في سبيلك. - هذا سبيلي، فإذا لم تكن قد فقدت شيئا فما معنى أن تحوم حول هذا الصرح؟ - ما شأنك أنت؟ - الشأن شأني، والأفضل لك أن تعدل عن فكرتك. - أراك تتدخل فيما لا يعنيك. - أنصح لك أن تذهب من هنا ولا تعود أبدا. - عجبا لهذه القحة. - ليست هذه بقحة، وإنما أريد أن تفهم أنه لا يمكن أن يحوم اثنان هنا. فهل فهمت؟ - فهمت.
ثم انسل الفتى، وما هي إلا دقيقة حتى أطفئت أنوار الصرح؛ فعاد الماجور إلى بيته.
الفصل التاسع عشر
زلزال عنيف
بعد أيام كان الإمبراطور فرنز جوزف في مكتبه يدخن عابسا مفكرا؛ إذ استأذن سكرتيره أن يدخل فدخل قائلا: مولاي إن وزير جلالتكم يلتمس التشرف بمخاطبة جلالتكم تلفونيا.
فأجاب الإمبراطور على الفور: حول خط التلفون حالا.
وفي الحال تناول الإمبراطور بوق التلفون، وجرى الحديث التالي: - من؟ - وزير جلالتكم. - ماذا جرى في مجلس النواب؟ - الحزب الاشتراكي كله هائج يا مولاي، وقد انضم إليه معظم الباقين. - الأكثرية معه إذن؟ - نعم يا صاحب الجلالة، والهياج شديد جدا جدا. - عجبا ما هي صيغة الاحتجاج؟ - صيغة الاحتجاج أن الشعب لا يقبل بوجه من الوجوه أن يجمع المال من العمال ويعطى هبات وعطايا للغواني. عفو مولاي لا أقدر أن ألطف العبارة أكثر لئلا أكون غاشا جلالتكم. - تعني أن الضجة ... - شديدة جدا يا مولاي؛ فإن الشعب كله هائج لسبب ظهور مدام شراط بتلك الحلي الثمينة.
ناپیژندل شوی مخ