امپراطوره فاتنه
فاتنة الإمبراطور: فرانسوا جوزيف إمبراطور النمسا السابق وعشيقته كاترين شراط
ژانرونه
فحملق فيها قائلا: عجبا! إذا جاء الرجل إلى بيته فهل يكون طالب حاجة مستعجلة؟
فدهشت كاترين لجوابه وقالت: بيتك؟ - نعم، حيث تسكن زوجتي يكون بيتي. - لله منك وقحا! أين حجة بيتك أو أين عقد إيجاره الذي دفعته؟
فقهقه الدر هازئا وقال: لا فرق بين أن يدفع الرجل أو المرأة ثمن المنزل أو أجرته؛ لأنهما شريكان طول الحياة. - في أي شرع تدفع المرأة ثمن بيت زوجها أو أجرة سكناه؟ - ليس من يضطرك أن تدفعي ثمن بيت أو أجرة سكناه إلا إذا كنت تصرين على سكنى بيت خاص بك، فعليك أن تدفعي ثمنه أو أجرة سكناه. - لا أفهم معنى ذلك كله يا الدر. - معناه واضح جلي، إنك زوجتي فيجب أن نسكن معا. - نسكن معا؟ - نعم. - ولكن هذا الصرح ... - إذا أبيت أن أساكنك في هذا الصرح، فنسكن في بيت آخر. - وأنا أدفع النفقات؟ - لا، بل أنا أدفع كل شيء يجب على الزوج أن يدفعه.
فقهقهت قائلة: اليوم أنت رابح فتدفع، ومتى خسرت فمن يدفع؟ - إذا اضطررت أن تدفعي فاهجري منزلي إلى صرحك.
ففكرت هنيهة ثم قالت: حسنا، متى هيأت المنزل نسكنه؟ - المنزل متهيئ فتفضلي معي الآن. - عجبا متى كانت لك هذه النخوة؟ - ربما كنت قد فقدت نخوتي، ولكنها عادت إلي اليوم. - يسرني ذلك جدا فتعال غدا وخذني إلى منزلي الجديد. - بل تذهبين معي الآن. - لا، لا أريد أن أذهب الآن. - لا بأس، أبقى أنا هنا الليلة. - عجبا! - لا أدري أين العجب في أن يكون الرجل مع زوجته؟ - ولا أدري أنا كيف يحتم الرجل أن يكون مع زوجته متى شاء، وأن يهملها متى شاء؟ - الذنب ذبنك في سكوتك على إهمالي الماضي، فلماذا لم تطالبيني بحقك كما أطالبك بحقي الآن؟
فأفحمت كاترين وأغلق عليها، فلم تدر بماذا تجيب وكيف تتخلص من هذا المأزق، وهي كل هنيهة تفتكر أن الإمبراطور ينتظرها قلقا، فتجلدت وتباسمت وقالت: لا بأس ، تعال غدا فنقرر أمر المستقبل. - لا شيء يستوجب التقرير، الأمر مقرر شرعا. إن لم تذهبي معي إلى بيتي فأبقى معك في بيتك، وكلا البيتين لنا كلينا معا. - بل أود أن تعفيني الليلة من هذا اللقاء. - بل أود أن تسمحي لي بالبقاء هنا الليلة. - وهب أني لا أسمح؟ - لك ألا تسمحي، ولكن في هذه الحالة يجب أن تذهبي معي. - وهب أني لا أذهب؟ - تذهبين لأني لا أريد أن تكون امرأتي في منزل وحدها. - لا أذهب. - تذهبين بالقوة. - أية قوة؟ - قوة البوليس الشرعية. - عجبا، لا قبل للبوليس ... - لا قبل للبوليس أن يرفض تنفيذ أمر قانوني. - وهبه رفض؟ - آتي بوزير الحقانية ووزير الداخلية أنفسهما، أقيم القيامة الليلة على رأسك، إن ما أطلبه حق، ونحن في بلاد دستورية يخضع فيها للقانون الكبير كالصغير. فهل فهمت؟ - بالله من لقنك هذا الدرس؟ - إني رجل مستوف للمعارف اللازمة، فلا حاجة بي إلى من يلقنني؟
فامتقع لون كاترين وحارت ماذا تفعل، وأخيرا قالت: أدفع لك مضاعف حاجتك من النقود. - قلت لك إني في غنى عن نقودك. - إني أتوسل إليك أن تمهلني الليلة. - لا أمهلك لحظة، تبقين أبقى، وإلا فنذهب معا.
ففكرت كاترين لحظة ثم قالت: تفضل اجلس، وسنبحث مليا في الموضوع، اسمح لي أن أرتدي معطفي فإني شاعرة بقشعريرة.
وتركته في البهو وأوصت الماس أغا أن يراقبه ريثما تعود، ودخلت على الإمبراطور مكفهرة أي اكفهرار، وروت له محصل ما جرى، فارتبك فرنز جوزف وقال: ادفعي له كل ما عندك من النقود، وإن اقتضى الأمر فبعض الحلي، القصد أن يذهب هذا الثقيل من هنا الليلة. - ليست المسألة مسألة نقود يا مولاي، وإنما في الأمر. - في الأمر دسيسة، أنا عارف. - إذن يجب إبعاده بأية الوسائل، فماذا يمنع أن تصدر أمرك للبوليس بالقبض عليه الآن؟
فضحك الإمبراطور وقال: هنا الأمر والنهي لك وحدك يا كاترين. - مولاي. - أقول لك إني هنا بلا حول ولا طول متى كنت في خدرك. فحارت كاترين ولم تدر ماذا تفعل فقالت: والعمل إذا كنت كشمشون عند دليلة ؟ - الحيلة فقط. - مولاي هاك التلفون، وكلمة إلى وزير الداخلية فيرسل يقبض على الدر هنا. - وتريدين أن يذاع غدا في فينا أن الإمبراطور في «صرح كيتي»؟ - إذن؟ - تملقيه.
ناپیژندل شوی مخ