فاطمه زهرا او فاطمیان
فاطمة الزهراء والفاطميون
ژانرونه
ثم كان ثمة خطر لا يقل عن هذا الخطر في حاضره ولا في مغبته لو لم يعجل له العاملون بما يقطع دابره،
1
وهو خطر الفتنة التي راح أبو سفيان يحضأ
2
نارها بين علي والعباس، وبين بني هاشم وسائر بطون قريش، يعد قوما بنصرة بني أمية ونصرة قريش من ورائها، ويوسوس لقوم آخرين بمثل هذا الوعد أو بمثل هذا الوعيد، وما كان من همه أن ينصف بني هاشم ولا أن يؤيد الأنصار، وإنما أراد الوقيعة التي يخذلهم بها جميعا ويخرج منها بالسيادة الأولى التي كانت له على قريش في الجاهلية.
وما من شك في خطر هذه الفتنة من أبي سفيان ولا خطر تلك الفتنة من سقيفة بني ساعدة، فانحسمت الفتنة بانعقاد البيعة لأبي بكر، ولم يطلبها، بل كان مشتغلا بدفن الرسول. ودعي إلى السقيفة مرتين وهو لا يعلم فيم يدعى ويعتذر باشتغاله ويغضب لدعوته، حتى هم عمر بمبايعة أبي عبيدة بن الجراح قبل أن ينشعب الجمع في السقيفة بين الخزرج والأوس والأنصار والمهاجرين، وقبل أن تنجح المسعاة من أبي سفيان في خفائها، وقد كاد أن يعلنها.
وكان علي في تلك الساعة العصيبة إلى جوار الجثمان الطاهر المسجى في حجرته، فدخل عليه أبو سفيان قائلا: «يا أبا الحسن! هذا محمد قد مضى إلى ربه، وهذا تراثه لم يخرج عنكم، فابسط يدك أبايعك!»
ويقول عمه العباس: «يا ابن أخي، هذا شيخ قريش قد أقبل، فامدد يدك أبايعك ويبايعك معي. فإنا إن بايعناك لم يختلف عليك أحد من بني عبد مناف، وإذا بايعك عبد مناف لم يختلف عليك قريشي، وإذا بايعتك قريش لم يختلف عليك بعدها أحد من العرب.»
فيجيبه علي: «لا والله يا عم! إني لأكره أن أبايع من وراء رتاج.»
ولقد كان أحكم في جوابه هذا من شيخ الدهاة من بني هاشم وشيخ الدهاة من بني أمية، فما للخلافة معدى عنه إن كانت ولاية عهد يعلمها جميع المسلمين، وما للبيعة هناك جدوى إن تمت وراء رتاج وانشقت بعدها عصا المبايعين والمعارضين.
ناپیژندل شوی مخ