============================================================
(بمختصر، تفشير أبيات المعانين من شعر أبي الطيب) (31) وقد اعتمد فيه كثيرا على كتابنا هذا ونقل عنه: وكذلك حفظ لنا الواحدي والعكبري كثيرا من ردود ابن فورجة وأبي الفضل العروضي على أبي الفتح فيما قاله في هذا الكتاب وممن نقل عن كتابنا هذا مؤيدا أو معسارضا الواحدي والعكبري ال واين كثير الحضرمي يشيرون الى ذلك أحيانا ويغفلونه آخرى : وأبيات المعاني هي تلك الأبيات التي لا يتاح لكثير من الناس فهمها للوهلة الاولى بيسر وسهمولة لغموض معناها آو التواء صياغتها، وقد عاب ابن سنان الخفاجي ما ورد منها في شعر آبي الطيب وعدها مثالا للتعقيد (لاننا نذهب الى أن المحمود من الكلام ما دل لفظه على معناه دلالة ظاهرة الاولم يكن خافيا مستغلقا كالمعاني التي وردت في شعر آبي الطيب)(22) ال وذكرها مرة أخرى بقواله ( والآخر اغلاق النظم كابيات المعاني في شعر أبي الطيب المتنبي وغيره)(33) ولعلها تلك الأبيات التي عناها أبو الطيب بقوله: أتام ملء جعوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصم وقد سهر الخلق في شرحها واختصموا في تفسيرها ما شاء الله لهم آن يسهروا وآن يختصموا: ويبدو أن آبا الطيب بكان يتعمد ذلك تعمدا ويعمله في بعض شعره للخاصة من الناس ممن يفهمون صناعة الشعر وأساليب الشعراء ألا ترى قوله لعلي بن خمزة الأصفهاني (أتظن هدا الشعر لهؤلاء الممدوحين،
============================================================
هؤلاء يكفيهم اليسير وانما أعمله لك لتستحسنه ، أي لك ولأمثالك)(34) .
وهذه الآبشات بحكم غموضها والتواء معانيها مادة صالحة للخلاف ال و الخصومه ولا مشاحة في أن أبا الفتح كان أول من فتح مغاليقها وأبان موضها ويسر فهمها للناس، فكان له فضل السابق والرائد وكان من اجل ذلك هدفا لرد المخالفين له وخصومتهم واسرافهم في التماس العيوب ال والمطاعن، وربما تخاوز بعضهم حد الخصومة العلمية الشريفة فرمى آيا الفتخ بالكذب والاحتيال، فقد قال الاصفهاني (لأبي الفتح ثلاث علل اتخذها قواعد في شعر المتنبي اذا ضاق به الامر، احداها أنه يحيل بالمعنى على القسر الكبير والثانية أن يقول بهذا أجابني المتنبي عند الاجتماع عليه ال والتالثة أن يقرن بالبيت مسألة في النحو يستهلك البيت واللفظ (35 والمعنى)(35).
ل وفي العنة الثانية التي ذكرها الاصفهاني تكذيب صريح لأبي الفتح فيما :كان يقوله من سؤاله للمتنبي واجابته له * وقد صدر مثل هذا التشكيك ال والتكذيب عن ابي الفضل العروضي أيضا فقد قال (نعوذ بالله من الخطل لو كان سأله لأجابه بالصواب) (36) وقال (ما أصنع برجل ادعى أنه قرأ (37)/ على المتنبي ثم يروي هذه الرواية)(110 وقد حاول الرجلان إن يسلبا آبا الفتح أعظم ميزات شروحه ومي ما يقله من: تفيرات ابي الطيب لشعره وهو ما نص عليه أبو الفتح في أكثر من موضع من قراءته على المتنبي وسؤاله له . وكان المتنبي اذا سئل عن شيء من شعره في غياب أبي الفتح تمنى وجوده ليشرحه للناس ويصسر
مخ ۱۳