د رباني له فتاواو نه فتح
الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني
پوهندوی
أبو مصعب «محمد صبحي» بن حسن حلاق [ت ١٤٣٨ هـ]
خپرندوی
مكتبة الجيل الجديد
د خپرونکي ځای
صنعاء - اليمن
بالحنيفية السمحة السهلة" (١)، وقال الله ﷿: ﴿وما جعل عليكم في الدين من حرج﴾ (٢) وقال ﷺ: " بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا " (٣) وها أنا سأضرب لك مثلا وهو أنك لو رأيت جماعة من الناس قد جمعوا في مكان من الأرض عددهم اثنان وسبعون رجلا وقال لك قائل ادخل مع هؤلاء فإن واحدا منهم سيملك ما طلعت عليه الشمس وستضرب أعناق الباقين أجمعين وربما تفوز أنت من بينهم بالسلامة فتعطى تلك المملكة فهل ترضى أن تكون واحدا منهم داخلا بينهم والحال هكذا؟ أو لا تدري من هذا الواحد الذي سيفوز بالسلامة ولا سيما إذا رأيت كل واحد منهم يدعي لنفسه أنه الفائز بالسلامة والظافر بالغنيمة لمجرد الأمنية والدعوى العاطلة عن البرهان [٣٢].
فإن قلت: إن قوله في هذا الحديث في الفرقة الناجية وهى "الجماعة" وقوله في
(١) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (٧/ ٢٠٩) من حديث جابر مرفوعا بلفظ " بعثت بالحنيفية السمحة أو السهلة ومن خالف سنتي فليس مني " الشطر الأول منه حسن لغيره أما الشطر الثاني فهو صحيح من طرق أخرى.
أما شواهد الشطر الأول من حديث أبي قلابة الجرمي مرسلا بلفظ: " يا عثمان إن الله لم يبعثني بالرهبانية. مرتين أو ثلاثة، وأن أحب الدين عند الله الحنيفية السمحة " أخرجه ابن سعد في الطبقات (٣/ ٣٩٥).
وله شاهد آخر من رواية عبد العزيز بن مروان بن الحكم مرسلا أخرجه أحمد في الزهد (ص ٢٨٩، ٣١٠) بسند صحيح.
انظر: تمام المنة (ص ٤٤ - ٤٥) وغاية المرام (ص٢٠ - ٢١) والصحيحة رقم (٨٨١).
وخلاصة القول أن الشطر الأول حسن بشواهده.
ومن شواهد الشطر الثاني:
ما أخرجه البخاري في صحيحه رقم (٥٠٦٣) من حديث أنس بن مالك مطول، وفيه: " فمن رغب عن سنتي فليس مني ".
(٢) [الحج ٧٨].
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه رقم (٦/ ١٧٣٢) من حديث أبي موسى.
1 / 208