على تعلقها بالمرحوم. وإذا أردت فهم هذا فتأمل قوله تعالى: ﴿وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ ١ ﴿إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾ ٢ ولم يجئ قط رحمان بهم".
وقال: "" إن أسماء الرب تعالى هي أسماء ونعوت.، فإنها دالة على صفات كماله، فلا تنافي فيها بين العلمية والوصفية، فالرحمن اسمه تعالى ووصفه، فمن حيث هو صفة
جرى تابعا لاسم الله ومن حيث هو اسم ورد في القرآن غير تابع; بل ورد الاسم العلم كقوله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ ٣". انتهى ملخصا.
الحمد لله، وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم٤.
قوله ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ معناه الثناء بالكلام على الجميل الاختياري على وجه التعظيم. فمورده: اللسان والقلب. والشكر يكون باللسان والجنان والأركان. فهو أعم من الحمد متعلقا، وأخص منه سببا; لأنه يكون في مقابلة النعمة، والحمد أعم سببا وأخص متعلقا; لأنه يكون في مقابلة النعمة وغيرها. فبينهما عموم وخصوص وجهي، يجتمعان في مادة وينفرد كل واحد عن الآخر في مادة.
قوله: "وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم" أصح ما قيل في معنى صلاة الله على عبده: ما ذكره البخاري -رحمه الله تعالى- عن أبي العالية قال: " صلاة الله على عبده ثناؤه عليه عند الملائكة ". وقرره ابن القيم ﵀ ونصره في كتابيه: "جلاء الأفهام"، و"بدائع الفوائد".
قلت: وقد يراد بها الدعاء، كما في المسند عن علي مرفوعا: " الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه: اللهم اغفر له الله ارحمه "٥.
قوله: "وعلى آله" أي أتباعه على دينه، نص عليه الإمام أحمد هنا وعليه أكثر الأصحاب. وعلى هذا فيشمل الصحابة وغيرهم من المؤمنين ٦.
_________
١ سورة الأحزاب آية: ٤٣.
٢ سورة التوبة آية: ١١٧.
٣ سورة طه آية: ٥.
٤ هذه الجملة في بعض النسخ دون بعض.
٥ صحيح، ص ١٣ قول علي ﵁. أحمد (١/١٤٤) . وقال الهيثمي في المجمع (٢/٣٦): "وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة لكنه اختلط في آخر عمره" ا. هـ. والحديث صحيح ثابت من حديث أبي هريرة. أخرجه البخاري: كتاب الأذان (٦٥٩): باب من جلس ينتظر الصلاة وفضل المساجد. ومسلم: كتاب المساجد (٦٤٩) (٢٧٣): باب فضل صلاة الجماعة وانتظار الصلاة.
٦ انظر تفصيل ذلك في كتاب: "جلاء الأفهام في الصلاة على خير الأنام" للعلامة المحقق ابن القيم ﵀، فإنه استوفى المذاهب في ذلك، وبين الحق فيها، وأن المراد من الآل أتباعه الذين آمنوا به.
1 / 13