302

فتح المجيد شرح کتاب التوحید

فتح المجيد شرح كتاب التوحيد

ایډیټر

محمد حامد الفقي

خپرندوی

مطبعة السنة المحمدية،القاهرة

شمېره چاپونه

السابعة

د چاپ کال

١٣٧٧هـ/١٩٥٧م

د خپرونکي ځای

مصر

عليهم وقدر لهم". وفي رواية: "شؤمهم عند الله ومن قِبَله" أي إنما جاءهم الشؤم من قبله بكفرهم وتكذيبهم بآياته ورسله.
قوله: ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾ ١ أي أن أكثرهم جهال لا يدرون. ولو فهموا وعقلوا لعلموا أنه ليس فيما جاء به موسى ﵇ إلا الخير والبركة والسعادة والفلاح لمن آمن به واتبعه.
قوله: " وقوله تعالى: ﴿قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ﴾ الآية" المعنى- والله أعلم-: حظكم وما نابكم من شر معكم، بسبب أفعالكم وكفركم ومخالفتكم الناصحين، ليس هو من أجلنا ولا بسببنا. بل ببغيكم وعدوانكم. فطائر الباغي الظالم معه، فما وقع به من الشر فهو سببه الجالب له. وذلك بقضاء الله وقدره وحكمته وعدله; كما قال تعالى: ﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ ٢. ويحتمل أن يكون المعنى: طائركم معكم. أي راجع عليكم، فالتطير الذي حصل لكم إنما يعود عليكم. وهذا من باب القصاص في الكلام. ونظيره قوله ﵊:
" إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم " ٣٤. ذكره ابن القيم ﵀.
قوله تعالى: ﴿أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ﴾ ٥ أي من أجل أنَّا ذكرناكم وأمرناكم بتوحيد الله قابلتمونا بهذا الكلام؟ ﴿بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ﴾ ٦. قال قتادة: " أإن ذكرناكم بالله تطيرتم بنا؟ "
ومناسبة الآيتين للترجمة: أن التطير من عمل أهل الجاهلية والمشركين. وقد ذمهم الله تعالى به ومقتهم; وقد نهى رسول الله صلي الله عليه وسلم عن التطير وأخبر أنه شرك. كما سيأتي في أحاديث الباب.
قال: "وعن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: " لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صَفَر " ٧. أخرجاه. زاد مسلم: " ولا نوء ولا غول " ٨".
قال أبو السعادات: "العدوى" اسم من الإعداء. كالدعوى. يقال: أعداه الداء يعديه إعداء: إذا أصابه مثل ما بصاحب الداء.

١ سورة الأنعام آية: ٣٧.
٢ سورة القلم آية: ٣٥-٣٦.
٣ البخاري: الاستئذان (٦٢٥٨)، ومسلم: السلام (٢١٦٣)، وابن ماجه: الأدب (٣٦٩٧)، وأحمد (٣/٩٩) .
٤ رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة عن أنس ﵁.
٥ سورة يس آية: ١٩.
٦ سورة الأعراف آية: ٨١.
٧ البخاري: كتاب الطب (٥٧٥٧): باب لا هامة. دون الزيادة. ومسلم: كتاب السلام (٢٢٢٠) (١٠٦): باب لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر عن أبي هريرة بزيادة "ولا نوء". ومسلم: كتاب السلام (٢٢٢٢) (١٠٧): باب لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر بزيادة "ولا غول".
٨ مسلم: السلام (٢٢٢٠)، وأبو داود: الطب (٣٩١٢)، وأحمد (٢/٣٩٧) .

1 / 306