فتح دارفور
فتح دارفور سنة ١٩١٦م ونبذة من تاريخ سلطانها علي دينار
ژانرونه
وبالجملة لم يكن لدينا طرق مواصلات منتظمة كسكة حديد، أو خط ضيق على الأقل، أو ما يماثل ذلك. كلا لم يكن لدينا شيء من ذلك مطلقا. يضاف إلى ذلك قلة الماء الذي هو الشريان المهم، والأداة القوية لكل جيش محارب، فالعطش وحده هو عدونا الهائل المخيف الذي يهددنا من وقت لآخر، ويرينا خيال الموت، ويصور لنا ما فعله بحملة هكس باشا، ورجاله الذين ضلوا الدروب في قلب الصحراء، فماتوا عطشا، وهم على قيد أمتار من الآبار. وإنما جهل الطريق قد أضلهم فأعماهم، فذهبوا ضحية المفاوز النائبة المترامية.
والغرض المهم من وجودنا ب «أم شنقا» هو أنها المركز العام لجميع التعيينات والعلائف «العلايق» التي ترد للتجريدة مبدئيا كما أسلفت، وأنها النقطة الوحيدة التي بها آبار ماء بعد ذلك السفر الطويل الذي استغرق خمسة أيام بلياليها من النهود. أضف إلى ذلك الخوف الشديد من مهاجمتها، وأخذها على غرة؛ حيث كان العدو على بعد خمسة عشر ميلا منها، وحينئذ كان الجيش يضرب ضربة شديدة في مقتل مميت، وما ظنك بجيش ضاعت مئونته، وعلائفه، فماؤه؟!
لذلك كانت مدافعي متقابلة في طرفي ضلعي المعسكر مستعدة في كل لحظة للضرب، ومن ذلك كنت ترى الأهمية العظيمة للقوة المرابطة ب «أم شنقا»، والمسئولية الكبرى الملقاة على عواتقنا.
وفي تلك المدة - أي مدة وجودي ب «أم شنقا» - احتلت القوة الأمامية بلاد «بروش»، و«أم كدادة»، و«أبيض» بعد قتال خفيف سبقته مناوشات بسيطة، اللهم إلا في «أم كدادة»، فإن رجال الملك محمود الدادنجاوي قاوموا مقاومة تذكر، وقد بقيت في «أم شنقا» إلى يوم 28 أبريل سنة 1916م. (15) القيام من «أم شنقا» إلى جبل الحلة
صدر الأمر يوم 28 أبريل سنة 1916م أن أقوم إلى جبل الحلة بحملة كبيرة تحت قومندانيتي، فبارحتها الساعة 5 مساء فرحا مسرورا؛ حيث أصبح المقام فيها ثقيلا على النفس؛ إذ من شأنها أن تسأم الإقامة في مكان واحد، وما لذة العيش إلا في التنقل، فوصلنا إلى جبل الحلة الساعة 8 من صباح يوم 29 أبريل سنة 1916م. (16) مبارحة جبل الحلة
وبعد ذلك صدر الأمر لصنفي، وصنف حضرة الملازم الأول «محمد أفندي يسري»، ومعنا حملة الجبة خانة الاحتياطية، وحملة من التعيينات، وإداراتان من أورطة العرب، والجميع تحت حكمدارية سعادة القائمقام «مكاون بك»، فتحركنا من جبل الحلة الساعة 4 من صباح اليوم المذكور، وعملنا بها مسقى للجمال، وباقي الحيوان، والمسافة من جبل الحلة إليها تقرب من ال 15 ميلا. (17) مبارحة «بروش»
قمنا من بروش الساعة 4 من صباح يوم 11 مايو سنة 1916م فوصلنا إلى بلدة تسمى «أم رزيقة» الساعة 10 صباحا، وقد استرحنا بها قليلا، ثم بارحناها الساعة 3 بعد الظهر، فوصلنا إلى «أم كدادة» الساعة 5 والدقيقة 30 مساء، وفيها انضممت مع بطاريتي تحت حكمدارية البكباشي «هاتون»، كما انضمت كل وحدة إلى سلاحها الأصلي. (18) مبارحة «أم كدادة»
صدر الأمر إلى البطارية - أي بطاريتي - مع باقي الوحدات تحت قومندانية القائمقام «مكاون بك» يوم 12 مايو سنة 1916م بالقيام الساعة 4 صباحا من يوم 13 منه، فوصلنا إلى بلدة «أبيض» الساعة 9 من صباح يوم 14 منه، والمسافة ما بين «أم كدادة» و«أبيض» هي 25 ميلا تقريبا، وهنا تجمعت جميع القوات، وانضمت إلى وحداتها الأصلية. (19) مبارحة «أبيض»
قامت القوة كلها من «أبيض» الساعة 6 من صباح يوم 25 مايو سنة 1916م تحت قومندانية الأميرالاي «كلي بك
Kelly Bey » قومندان التجريدة العام. وما وافت الساعة
ناپیژندل شوی مخ