التي لم يستطع نقلها، وأطلق من كان في السجون من أسرى مصر والشام وهم كثيرون، وفيهم «زكريا» بطريق بيت المقدس، وأعيد الصندوق الذي كان به الصليب المقدس لم يمسسه سوء إلى هرقل،
17
وانتهى القتال إلى صلح بين دولتي الروم والفرس. وهكذا انتهت تلك الحرب الصليبية الكبرى بنصر عجيب قل مثله في التاريخ فيما يثيره في النفوس.
وجاءت البشرى يحملها رسل الإمبراطور بانتهاء الحرب والنصر في يوم عيد العنصرة الذي كان في الخامس عشر من شهر مايو من السنة ذاتها، وقرئت من منبر كنيسة أيا صوفيا.
18
وكان لهذا النصر وقع كبير في نفوس الكتاب في ذلك العصر، ولا شك أنه قد أقيم من أجله ما اعتادوا إقامته في ذلك المكان العظيم في مواسمهم الجليلة وحوادثهم الكبرى، من احتفال باهر وزينة بالغة.
19
ولكن الإمبراطور اضطر إلى البقاء حينا في بلاد الشرق كي يتم عمله في القضاء على عدوه ونشر السلام على بلاده. فلما أن خرجت جنود الفرس الباقية في حصون الشام وآسيا الصغرى على بكرة أبيها، وعادت إلى بلادها تحت حراسة جنوده، وعاد البطريق «زكريا» إلى مقره في بيت المقدس؛ عاد هرقل إلى وطنه بعد أن غاب عنه ست سنوات قضاها في نضال وقتال، ودخل القسطنطينية مظفرا منصورا يحمل معه الصليب المقدس الذي خلصه ممن لا يعبدون الله.
الفصل العاشر
إعلاء الصليب
ناپیژندل شوی مخ