وواضح أن سنيكا قد صدق هذه القصة؛ إذ قال: «لقد أحرق في الإسكندرية أربعمائة ألف كتاب.»
13
وما أغرب ما قاله «ديوكاسيوس»
14
إذ قال: «وامتدت النيران إلى ما وراء المراسي بالميناء فقضت على أنبار القمح ومخازن الكتب. وقيل إن هذه الكتب كانت كثيرة العدد عظيمة القيمة.» وليس بنا من شك فيما كان معروفا بين الناس في القرن الرابع؛ فإن قول «أميانوس مرسلينوس»
15
واضح جلي؛ إذ وصف «مكاتب الإسكندرية التي لا تقوم بثمن، والتي اتفق الكتاب الأقدمون على أنها كانت تحوي سبعمائة ألف كتاب بذل في جمعها البطالسة جهدا كبيرا، ولقوا في سبيل ذلك عناء كبيرا، وقد أحرقتها النيران في حرب الإسكندرية عندما غزاها قيصر وخربها.» وقد كتب «أورسيوس» ما يعزز هذا القول، وذلك حيث يقول: «وفي أثناء النضال أمر بإحراق أسطول الملك، وكان عند ذلك راسيا على الشاطئ، فامتدت النيران إلى جزء من المدينة، وأحرقت فيها أربعمائة ألف كتاب كانت في بناء قريب من الحريق؛ فضاعت خزانة أدبية عجيبة مما خلفه آباؤنا الذين جمعوا هذه المجموعة الجليلة من مؤلفات النابغين.»
16
وخلاصة القول أننا نرى الأقرب إلى العقل أن نصدق ما جاء من أخبار ضياع المكتبة في حريق الإسكندرية على يد قيصر لا أن نكذبها.
ولكن بعد سبع سنوات أو ثمان من ذلك الحادث الذي وقع لقيصر أرسل «مارك أنطون» إلى الإسكندرية
ناپیژندل شوی مخ