46
من الأبنية التي لم يكن لها مثيل.
ولنترك الآن معالجة مسألة المكتبة وما حل بها، فسنجعل لذلك موضعا آخر، ولنمض إلى ذكر أثر آخر أو أثرين جديرين بالذكر. كان الملهى الذي ذكره العرب في غرب القلعة على ما يلوح لنا، وكان هناك من غير شك ميدان لسباق الخيل في خارج المدينة مما يلي الباب الشرقي. وقيل إن
47
ذلك الميدان كان يتسع لألف ألف من النظارة، وكان بناؤه يجعل كل من فيه يرى ما يجري به، سواء في ذلك من كان في أعلاه أو في أسفله، وكانوا يسمعون كل ما يقال بغير ازدحام أو مشقة. وأما دار التمثيل فقد كانت في موضع من حي «البروكيون»، وكانت بناء عظيما قائما بنفسه.
ولكن المنارة كانت موضعا لأعظم إعجاب العرب وأكبر دهشتهم. وقد كان ذلك البناء الضخم كما هو معروف قائما في الشمال الشرقي من جزيرة «فاروس»، وكانت تلك الجزيرة متصلة ببر المدينة بطريق طويل قائم على عقود اسمه «الهبتاستاديوم»، وكانت الجزيرة في وقت الفتح العربي يحيط بها مرسى السفن، وفيها أبنية مختلفة كان أكبرها كنيستان؛ إحداهما ل «القديسة صوفيا»، والأخرى ل «القديس فوستوس»، وبينهما نزل للأغراب.
48
وكانت بتلك الجزيرة في أيام قيصر قرية كبيرة، وكان أهلها قوما لا خلاق لهم. وقد قال قيصر عن المنارة إنها قطعة عجيبة من البناء،
49
ووصفها سترابو بأنها برج ذو بناء عجيب من الحجر الأبيض وله طبقات عدة.
ناپیژندل شوی مخ