172

عربو ته مصر د فتح

فتح العرب لمصر

ژانرونه

وأما المتحف فلا نجد له ذكرا باقيا إلى يومنا هذا، ولا بد لنا أن نقول إنه تخرب وزال قبل ذلك بزمن طويل، ولعل زواله كان في الحريق الكبير الذي أحدثه يوليوس قيصر عندما حاصره المصريون في ذلك الحي تحت قيادة «أخيلاس»،

27

أو لعل ذلك وقع في النضال الأخير الذي كان في أواخر عهد الوثنية والاضطراب الذي حل بها عند احتضارها.

28

حسبنا ما تقدم من ذكر الكنيسة، ولنصف بعد ذلك «السرابيوم»، وهو طائفة من الأبنية ذات جمال رائع كان لها أثر عظيم في نفوس العرب، وكان في حي آخر من أحياء المدينة في الموضع الذي به اليوم عمود «دقلديانوس». وكان هذا الحي معروفا بالحي المصري الذي لم يضع اسمه في وقت من الأوقات، وذلك الاسم هو «راقوتي»؛ فإن القبط لم يسموا فيما بينهم مدينة الإسكندرية باسم بانيها العظيم، بل كان أكثر حديثهم عنها باسم القرية التي كانت لبعض الصيادين قبل الإسكندر بزمن طويل. وهذا دليل على شدة احتفاظهم بقديمهم لا يعبئون في ذلك بمر الزمن. وقد عرف موضع السرابيوم معرفة لا موضع للشك فيها مما جاء في وصفه في الكتب القديمة، ومما أسفر عنه البحث الأثري في العصور الحديثة. ويقرن ذكر السرابيوم عادة بذكر عمود دقلديانوس، وهو الذي سماه العرب «عمود السواري»، وكان على مقربة من الباب الجنوبي للمدينة، وهو الذي يسميه العرب باب الشجرة.

29

ولا يتفق أهل الآثار على أنه كان قائما على ربوة تشبه «الأكروبولس» في أثينا، وليس سطح الإسكندرية في الوقت الحاضر مما يسهل تحقيق هذا الأمر. ومهما يكن من شيء فقد كان حصنا معظمه من صنعة الإنسان مع علوه وإشرافه فوق المدينة؛ فقد كان قائما على نهد له نواة من الصخر الطبيعي، ولكن سائره كان من صنع الإنسان. وكانت أسواره المنيفة تحيط بآزاج معقودة تحت الأرض طبقات بعضها فوق بعض.

30

فكان حصنا عظيما مربع الشكل، أعلاه مسطح تزينه أبنية بديعة. والظاهر أنه كان يدخل إليه من طريقين؛ أحدهما تسير عليه العجلات، والآخر سلم له مائة درجة. على أننا لسنا نعرف القصد الذي من أجله بني ذلك السلم.

31

ناپیژندل شوی مخ