167

عربو ته مصر د فتح

فتح العرب لمصر

ژانرونه

3

وقال في موضع آخر إن أهلها جميعا كانوا يلبسون الثياب السود والحمر؛ لأن أرضها وبناءها من المرمر الأبيض، وكان تألق الرخام سببا في اتخاذ الرهبان السواد في لباسهم. وكان من المؤلم أن يسير الإنسان في المدينة بالليل؛ فإن ضوء القمر إذا وقع فيها على الرخام الأبيض جعلها تضيء، حتى كان الحائك يستطيع أن يضع الخيط في الإبرة بغير أن يستضيء بمصباح، وما كان يستطيع أحد أن يدخل المدينة إلا إذا اتخذ غطاء لعينيه يقيهما بهر الطلاء والمرمر. وقال مؤرخ عربي آخر

4

في القرن العاشر إن الناس كانوا يتخذون سترا من الحرير الأخضر يغطون به الطرق، يتقون بذلك وهج الضوء على الرخام.

5

وقال المؤرخ نفسه إن الطرق كلها كانت تكتنفها العمد. وكان هذا ولا شك صحيحا في الطريقين العظيمين اللذين وصفناهما من قبل وهما يقطعان المدينة من أطرافها، فكان أحدهما من أول المدينة في الشرق إلى آخرها في الغرب يصل بين باب الشمس وباب القمر،

6

وكان الثاني يجري في المدينة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وكانا يتلاقيان ويقطع أحدهما الآخر في ميدان فسيح به الحدائق وتحيط به القصور الجميلة. وكان لكثير من القصور في وسط المدينة حدائق غناء؛ فقد قال السيوطي - والظاهر أنه يروي ذلك عن ابن عبد الحكم

7 - إن الإسكندرية كانت تشمل مدائن ثلاثا؛ إحداها إلى جانب الأخرى، وكان لكل منها سور قائم بها، وحول الجميع سور يحيط بها. ولعله يشير بهذا إلى الأحياء الثلاثة: حي المصريين، وحي الروم، وحي اليهود. ولكنا نشك في دقة هذه الرواية. وقد روى عبد الله بن ظريف أن المدينة كان بها سبع قلاع وسبعة خنادق، وكانت قلعة الفرس بلا شك تعد إحدى عجائب الإسكندرية.

وما كانت دهشة العرب من رسم المدينة بأعظم من دهشتهم مما كان تحت أرضها من المباني؛ فقد رأوا بها عددا عظيما من الصهاريج العجيبة تحت الأرض، كان لبعضها طبقات يلي بعضها بعضا أربعة أو خمسة، وكان في كل طبقة منها عدد عظيم من الحجرات والأعمدة، حتى لقد قال السيوطي إن الإسكندرية مدينة قائمة على مدينة، وإنه ليس في البلاد مثلها على وجه الأرض. وكان بها عدد عظيم من الأعمدة لم ير مثلها في موضع آخر في علوها وعظم حجمها. وكانت هذه الحجرات الدفينة تستخدم لخزن المياه توصل إليها في قنوات تجري من الترعة الحلوة التي كانت تشق المدينة في حي المصريين، وكانت تملأ في أوان الفيضان فيشرب الناس منها مدة الحول.

ناپیژندل شوی مخ