107

عربو ته مصر د فتح

فتح العرب لمصر

ژانرونه

وقد بدا من الروم في ذلك الموضع شيء من المقاومة، وكانت طلائعهم قد خرجت ترقب قدوم العرب من الصحراء، ولكنها لم تحاول إلا مناوشة ليس فيها كبير قتال. والظاهر أن قصة بعث المقوقس باثنين من الأساقفة، وهما أبو مريام (أو أبو مرتام) وأبو مريم، لمفاوضة العرب لم تكن سوى قصة بعث بها الوهم؛

19

فلم يكن بين الأساقفة أحد بتلك الأسماء، ولعل تلك القصة لم تنشأ إلا من الخطأ العظيم الذي وقع فيه مؤرخو العرب عندما قرءوا أخبار هذه الحوادث، وقد اختلطت فيها حوادث التاريخ بالخرافات اختلاطا فاحشا، ومسخها النساخون عند نقلهم منها لم يتحروا فيها الدقة، ولكننا مع ذلك نستطيع أن نقول إنه قد جاءت جماعة عليها أحد الأساقفة، وإنهم فاوضوا عمرا في ذلك الوقت. ويقول الطبري فوق هذا إن عمرا طلب إلى القبط أن يساعدوا المسلمين لما كان بينهم وبين العرب من قرابة في النسب؛ إذ تجمعهم «هاجر»، ولكن القبط قالوا إن هذه قرابة ما أبعدها. فأمهلهم عمرو أربعة أيام ليأتوا إليه بما استقروا عليه، ولكن ما كان قائد الروم لينظر في مثل هذا القول. ولعل ذلك القائد الذي يسميه العرب أرطبون، وصحة اسمه «أريطيون»، هو نفسه حاكم بيت المقدس،

20

وكان قد هرب إلى مصر كما رأينا قبيل تسليم المدينة لعمر بن الخطاب. وقد عزم أريطيون قائد جيش الروم على أن يناجز العرب، فلم يشعروا في اليوم الثاني بعد المفاوضة إلا وقد بيتهم بياتا شديدا، ولكن الدائرة دارت عليه فهزم وتمزق جيشه.

21

غير أن العرب لبثوا عند بلبيس مدة شهر جدث في أثنائه قتال كثير، وقتل من العرب فيه عدد ليس بالقليل، ويقال إن الروم خسروا ألف قتيل وثلاثة آلاف أسير.

22

وصار عمرو بعد ذلك على مسيرة يوم من مفترق فرعي النيل، فمر بمدينة «هليوبوليس» سائرا على جانب الصحراء، ثم هبط إلى قرية على النيل اسمها «أم دنين»، وكانت إلى الشمال من حصن «بابليون »، وموقعها اليوم في قلب «القاهرة».

23

ناپیژندل شوی مخ