فنزلت فقال لي يا زكريا إنك تعيش حتى يموت أقرانك ويرتفع شأنك وتتولى مشيخة الإِسلام وترتفع على أقرانك وتصير طلبتك مشايخ الإِسلام في حياتك حتى يكف بصرك فقال الشيخ له ولا بد لي من العمل فقال لا بد ثم انقطع عني فلم أره من ذلك الوقت -قلت- ولما ظهر فضله تتابعت إليه الهدايا والعطايا بحيث كان له قبل دخوله في منصب القضاء كل يوم نحو ثلاثة آلاف درهم فجمع نفائس الكتب وأفاد القارئين عليه علمًا ومالًا وولاه السلطان قايتباي الجركسي قضاء القضاة فلم يقبله إلا بعد مراجعة وإلحاح ولما ولي رأى من السلطان عدولًا عن الحق في بعض أعماله فكتب إليه وزجره عن الظلم فعزله ففرح الشيخ فرحًا شديدًا.
طلبه للعلم
اشتغل الشيخ ﵀ بالعلوم الشرعية وبرع في طلب العلم فيها فحفظ القرآن وعمدة الأحكام وبعض مختصر التبريزي في الفقه وتحول إلى القاهرة سنة ثمانمائة وإحدى وأربعين فقطن الأزهر وأكمل حفظ المختصر المذكور وحفظ المنهاج الفرعي والنية النحو والشاطبية وبعض المنهاج الأصلي وبعض ألفية الحديث وقرأ كتاب التبيان في آداب حملة القرآن وقرأ سنن ابن ماجه ومسند الشافعي وصحيح مسلم والسنن الصغرى للنسائي وشرح معاني الآثار للطحاوي وغير ذلك مما يعرف من شيوخه وأذن له شيوخه بالتدريس والإِفتاء.
شيوخه
ظل الشيح يرتحل في طلب العلم يقرأ هنا ويقرأ هناك فقرأ على جماعة منهم:
1 / 29