حتى إذا فني التراث سوى العلى ... قصد العداة من القنا بطواله
وقد زعمت إنه عنى إنه وهب ما ورث من المعالي والمجد. فالجواب إن هذا البيت مؤكد لما قلناه يعني إنه وهب ما ورث فأما المال ففني وأما الشرف فلا يفنى وإن وهبه لأن الهبة في مجد آبائه مجاز لا حقيقة له وإنما تتأتى فيه الهبة بتوفيره إياه على سائر أسرته، واستحداثه مجدًا آخرا. كما صرح به الشريف الموسوي بقوله: (فخرت بنفسي لا بقومي) فكان قوله سوى العلى صنع فيه صنعة مستجدة من صعة الشعر. ونبه أن المعالي المورثة لا تفنى وإن وهبت. وأيضًا فان استثناء العلى من هذه الجملة يدل على أن وهب من العلى أيضًا فلم يفن.
وقوله:
دون الحلاوة في الزمان مرارة ... لا تحتظى إلا على أهواله
لا تحتظى ضميره للمرارة. يعني أن كل حلاوة دونها مرارة لا تبلغ تلك الحلاوة إلا بأن تحظى إليها هذه المرارة. وهذه المرارة تحظى على أهوال الزمان والهاء في أهواله عائدة على الزمان. وهذا المعنى معنى.
قوله:
ولابد دون الشهد من إبر النحل
وكان قوله: لا تحتظي إلا على أهواله زيادة لا حاجة بالمعنى إليها. لأن كل مرارة فمعلوم إنها مع هول. وقوله: على أهوال: جائز أن