122

الفتح على ابي الفتح

الفتح على أبي الفتح

پوهندوی

عبد الكريم الدجيلي

خپرندوی

دار الشؤون الثقافية العامة

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٩٨٧ م

د خپرونکي ځای

بغداد - العراق

ژانرونه

ادب
بلاغت
فلقائل أن يقول: كيف يبدو البكاء إذا لم يجر دمعه. وعن هذا السؤال جوابان: أحدهما: إنه يعني ما في صوته إذا تكلم عن نغمة الحزن، وشجو الباكي، والزفير والتهيؤ للبكاء. والجواب الثاني أن يكون بكاك عطفًا على الضمير في صبرت، كأنه يقول: صبرت وصبر بكاك فلم يجر دمعك، أو لم تصبر فجرى دمعك. وهذا أجود الجوابين وقوله فيها: تَعِسَ المهاري غيرَ مهرّي غدًا ... بمصور لبس الحرير مصورا نافستُ فيه صورةً في ستره ... لو كُنتها لخفيتُ حتى يظهرا قوله: بمصور أي بإنسان كأنه صورة من حسنه لبس الديباج المصور. دعا على الإبل كلها إلا هذا البعير الذي عليه المحبوب. وكذلك الهاء في (ستره) كأنه دون هذا المحبوب ستر عليه صورة. فهو ينافسها على قربها منه ثم قال: لو كنت هذه الصورة لحفيت حتى يظهر للرائين لكن هذا الستر ليس بخفي. وقد اعترض عليه من لا أعلم له بطريقة الشعر، فقال: حقيقة هذا المعنى غير متصورة، إذ لو كان المتنبي تلك الصورة فخفي ليظهر لكان ظهوره للناس مما لا يفيد أبا الطيب وإنما ظهوره للناس مفيد، وهو فيهم ليراه، وقائل هذا لا معرفة له بطرق المعاني إذ كان الشاعر أن يتمنى المحالات، على أن أبا الطيب لا يتمنى محالا وإنما رأى سترًا يحول بينه وبين حبيبته فقال: لو كنت مكان ذلك الستر لخفيت حتى يظهر ذلك المحبوب، ولم يتمن أن يظهر له أو لغيره بل يتمنى ظهوره فقط. والفائدة نزهة الأبصار في رؤيته.

1 / 156