العمل، والتقدير: كما احتمل: أي يقل البناء اللازم ذا ضم. ثم إن النادر من كل من النوعين على ضربين: ضرب التزم فيه خلاف قياسه، وضرب فيه وجهان: القياس وخلاف القياس؛ فأما ما التزموا فيه خلاف القياس من المعدى فهو فعل واحد، أشارإليه بقوله:
(فذوا التعدى بكسر حبة)
أي فندر مجيء المعدى بالكسر فقط في فعل واحد، وهو حبه بالمهملة يحبه، بفتح الياء وكسر الحاء لغة في أحبه يحبه. ومنه صيغ المحبوب، وبه قرئ شاذًا: ﴿فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ [آل عمران: ٣١] قال في الصحاح: ولا يأتي في المضاعف يفعل بالكسر إلا ويشركه يفعل بالضم إذا كان متعديًا، ما خلا هذا الحرف. وأما ما فيه وجهان من المعدى فأشار إليه بقوله:
(... وع ذا ... وجهين: هر وشد عله عللا)
(وبت قطعًا ونم ...)
أي واحفظ صاحب الوجهين من المعدى، وهي خمسة أفعال:
الأول: هر، يقال: هر فلان الشيء يهره ويهره: كرهه، وهرت القوم الحرب كذلك. وأصله: هر الكلب يهر بالكسر لا غير: صوت من غير نباح.
الثاني: شده يشُده ويشِده: أوثقه. وأصله: شد الشيء في نفسه يشد، أي اشتد.
1 / 78