147

فتح اندلس

فتح الأندلس

ژانرونه

قالت: «وألفونس ماذا فعل؟ لا أقبل أحدا غيره إلا. يظهر يا سليمان أنك تمزح؟»

قال: «تعالي وانظري منزلة ذلك الشاب من أبيك.»

فخرجت فلورندا وخالتها بجانبها ومعها سليمان حتى أقبلوا على خيمة طارق، فدخل سليمان وأشار إليهم أن لا يتكلموا، فدخلت فلورندا والبغتة تغلب فرحها بلقاء والدها، فسبقها سليمان إلى بدر، وأخذه بيده، وجاء به إليها، وقال له: «قبل فلورندا يا بدر.»

فأجفلت هي وتراجعت فصاح بها أبوها: «قبليه يا فلورندا» فلما سمعت ذلك وتحققت أن أباها أراده لها زوجا حولت وجهها عنه وأخذت في البكاء وهي تقول: «لا. لا حاجة لي بذلك.»

فوقف عند ذلك يوليان وضم ابنته بيمينه، فقبلت يده وقبلها، ثم ضم بدرا بيساره وقبله وقال: «قبليه يا فلورندا إنه أخوك طوماس الذي فقدناه منذ بضعة عشر عاما.»

وكانت فلورندا تسمع وهي طفلة أنه كان لها أخ وفقد، وقد قطعوا الأمل في حياته، فلما قال لها أبوها ذلك تفرست في بدر وهي لا تعرف صورته، وما زال الخجل يمنعها من تقبيله حتى نهض أوباس ونادى: «فلورندا» فأجفلت لأنها لم تكن تتوقع أن تسمع صوته هناك، والتفتت، فلما رأته هرولت إليه وأكبت على يده فقبلتها، والعبرات تتسابق إلى عينيها، وهي لا تعلم ماذا تقول.

أما هو فباركها وقال: «نحمد الله على سلامتك وعلى وجود أخيك بعد أن قطع الأمل من لقائه، ونحمده على التقائك بألفونس ونجاتك من الشراك.»

فتصدى ألفونس وقال: «إن نجاتها يا عماه يرجع الفضل فيها إليك وحدك فإنك بركتنا ونعمة من الله لنا.» واختنق صوته.

فتنهد أوباس وقال: «ليتني استطعت تحقيق ما أتمناه، ولكنني لو استطعته ما التقى بدر بأبيه وأخته، ولا التقيت أنت بخطيبتك. المرء يسعى في سبيل والله يدبر من سبل أخرى. هذه إرادة الله فما علينا إلا أن نشكر الله على ما حدث.»

وكانت الخالة العجوز واقفة، فلما قيل لها إنهم وجدوا طوماس ودلوها عليه، ضمته إلى صدرها وقبلته وتنشقت رائحته حتى تضايق هو، وسلمت على يوليان وألفونس، ثم تناولت يد أوباس فقبلتها وقالت له: «بقي علينا أمر لا يتم سرورنا إلا به. ولا يقدر عليه سواك.»

ناپیژندل شوی مخ