137

فتح اندلس

فتح الأندلس

ژانرونه

فقال ألفونس: «وأين هي الآن؟»

فقال سليمان: «هي على مقربة من هذا المعسكر.»

قال: «ولماذا لم تذهب إلى والدها؟»

فأطرق سليمان وتظاهر بشيء يمنعه الحياء من ذكره، فازداد ألفونس رغبة في الاطلاع عليه، فقال: «قل كل ما تعرفه ولا تخف شيئا.»

فرفع سليمان نظره إلى ألفونس وقد تباكى حتى ظهر الدمع في عينيه وقال: «ماذا أقول يا مولاي؟! إن فلورندا أصبحت في حال يرثى لها من الضعف، ولم أرها يوما واحدا في أثناء رجوعها غير مبللة العينين. وكنت أظنها تفعل ذلك شوقا إلى والدها، فجعلت أمنيها بقرب لقائه فلا تزداد إلا بكاء، ولما صرنا على مقربة من معسكر العرب حيث يقيم والدها أبت الذهاب إليه حتى كاد يغمى عليها. ثم فهمت من خالتها العجوز ومن قرائن أخرى أنها مخطوبة لك وسمعتها تقول إنها تريد المجيء إليك ولو كنت في ساحة الحرب ... لم أر في حياتي مثل هذا الحب، فإنها لم تبال بأبيها في سبيل لقائك. ولا أخفي على مولاي أنني عرفت ذلك رغم كتمانها إياه عن كل البشر. وهي التي سلمت هذا الكتاب إلي وأوصتني بأن أعود إليها بالجواب حالا وهي تبكي.» قال ذلك وتساقطت عبراته كأنه يبكي بكاء صادقا.

فلم يستطع ألفونس غير إرسال الدمع، ثم سمع دق الطبول ونفخ الأبواق في المعسكر فعلم أنهم شرعوا في القتال، فدق قلبه، ورأى أنه لا بد له من القطع في أحد الأمرين، فتشاغل بلبس درعه وإصلاح ثيابه وقد غلب عليه أن يتبع هوى قلبه ويطيع فلورندا، ولكن الحياء كان يمنعه.

الحب غالب

وبينما هو في تلك الحيرة إذ دخل الخيمة رجل بملابس الكهنوت، وهو يهرول ويتمتم، فنظر ألفونس إليه فإذا هو الأب مرتين بملابسه الرسمية الملونة الموشاة، وعلى صدره صليب مرصع والغضب باد على وجهه، ولم يكن ألفونس يحبه ولا يحترمه، فلما رآه داخلا على تلك الصورة تلقاه بالسؤال قائلا: «كيف تدخل خيمتي قبل أن تنبهني إلى ذلك مع خادمي؟»

فقال مرتين وهو يتمتم كالعادة: «أي خادم تعني؟ ومتى كان الأب مرتين يستأذن قبل الدخول؟ أين الكتاب الذي جاءك من عمك الآن؟ ولماذا تخلفت عن القتال وأنت قائد ميسرة الجند؟»

فأكبر ألفونس أسئلته على تلك الصورة وكبر عليه أن يعتذر عن سبب تخلفه أو أن يصرح بعدم وصول الكتاب إليه فقال: «وما شأنك وحضوري القتال أو ما يرد علي من الكتب من عمي أو من غيره؟»

ناپیژندل شوی مخ