136

فتح اندلس

فتح الأندلس

ژانرونه

فدفعه إليه وانصرف، وهو لا يشك أنه أتم مهمته. أما يعقوب فإنه تظاهر بدخوله الخيمة، ودار من ورائها وفض الكتاب فإذا هو بخط أوباس ونصه:

لا يخدعنك اليهود بدسائسهم، فإنهم إنما يريدون مصلحتهم وليست هي في بقاء المملكة للقوط. اثبت في الدفاع عن الوطن كما هو ظني فيك، وأصغ إلى قولي فإني بمنزلة أبيك.

فلما قرأ يعقوب الكتاب أصبح الضياء في عينيه ظلاما، وعجب لتيقظ أوباس وانتباهه، وأدرك أنه إذا لم تنفذ حيلته في تلك الساعة ذهبت مساعيه ومساعي سائر اليهود هباء منثورا. فاستقدم سليمان وأطلعه على ذلك الكتاب وتفاوضا، فأقرا كتمانه عن ألفونس، وأن يعجلا بالعمل قبل أن ينشب القتال، فدخل يعقوب فرأى ألفونس جالسا على وسادة هناك، وهو لا يزال مطرقا، ولم يتم لبس الدرع، وشعره لا يزال مسترسلا على كتفيه. فلما دخل يعقوب انتبه ألفونس لنفسه، فوقف وفي خاطره أن يطلع يعقوب على كتاب فلورندا ولكن الحياء منعه، فابتدره يعقوب قائلا: «إن الرسول لا يزال واقفا في انتظار الجواب، وقد أمره صاحب الكتاب أن يعود سريعا.»

فخطر لألفونس أن يرى الرسول ويسأله شيئا لعله يتخلص من ذلك التردد فقال: «أدخله علي.»

فخرج واستقدمه، فدخل سليمان وسلم متأدبا، فسأله ألفونس قائلا: «هل رأيت كاتب هذا الكتاب؟»

قال: «نعم يا مولاي.»

قال ألفونس: «ومن هو؟ وماذا تعرف عنه؟»

فأشار سليمان بعينيه نحو يعقوب كأنه يخفي أمرا لا يريد التصريح به بحضوره، فأشار ألفونس إلى يعقوب فخرج، فتقدم سليمان إلى ألفونس وقال: «أتسمح لي يا مولاي أن أصرح بما أعلمه؟»

قال: «قل.»

فقال سليمان: «إني من أصدقاء الكونت يوليان صاحب سبتة، وقد كلفني أن أصحب ابنته فلورندا من دير كانت فيه قرب طليطلة فوصلنا بالأمس.»

ناپیژندل شوی مخ