130

فتح اندلس

فتح الأندلس

ژانرونه

فقطع سليمان كلامه قائلا: «سبحان الله! ما أوباس هذا؟ كيف انقلب هذا الرجل من الشيء إلى ضده؟»

فقال يعقوب: «إذا كانت عندك حيلة فهاتها قبل فوات الوقت.»

قال: «إني ذاهب الساعة، وسأعود إليه غدا صباحا بالأمر الذي دبرته، فإذا وفقت إلى سبيل لتأخير المعركة فافعل. أستودعك الله.» قال ذلك وهم بالرجوع من حيث أتى ويعقوب واقف ينظر إليه حتى توارى عنه، فتحول إلى خيمة ألفونس وقد مضى هزيع من الليل.

الحيلة

أما سليمان فإنه سافر توا إلى معسكر العرب والليل حالك حتى وصل إلى خيمة يوليان، فلم يعترضه أحد لأنه كان يعرف كلمة السر عندهم، وكان يوليان قد أوى إلى خيمته للنوم، وقلما كان يستطيعه لما تراكم في مخيلته من المشاغل القديمة والحديثة، فلما وصل سليمان كان يوليان جالسا في الفراش، وقد زاده الأرق انقباضا، ولو رآه سليمان على نور المصباح لرأى السويداء مرسومة في وجهه بخطوط واضحة، وبخاصة بعد أن رأى جنود رودريك بالأمس، فقد هاله ما رآه من كثرتها واستعدادها، وجند العرب لا يزيد على خمسها، فخشي أن يغلبهم القوط وتعود العاقبة عليه وعلى ابنته وسائر أهله، وكلما تصور ذلك اقشعر بدنه.

وبينما هو في ذلك إذ قيل له: «سليمان بالباب.» فأذن له بالدخول، فلما دخل حياه، فابتدره يوليان بالسؤال: «أين فلورندا؟»

قال: «هي بخير وستأتي في صباح الغد أو بعد الفراغ من المعركة.» وأخبره بالمكان الذي تقيم فيه وطمأنه.

فقال يوليان: «وما الذي حملك على المجيء الآن؟»

قال سليمان: «حملني عليه أمر ذو بال لا أظنه قد غاب عن بصيرة مولاي.»

فقال يوليان: «ما في بصيرتي شيء الآن غير جنود رودريك، فإني استكثرتها وخشيت على جند العرب منها، وإذا غلب العرب عادوا ولا يهمهم شيء، وتقع المصيبة على رءوسنا ورءوس أهلنا وكل من قال بقولنا.»

ناپیژندل شوی مخ