125

فتح اندلس

فتح الأندلس

ژانرونه

قال: «هو على مقربة من ذلك المكان.»

فقالت: «وما العمل الآن؟»

قال: «إذا شئت الذهاب توا إلى مولاي الكونت والدك أوصلتك إليه حالا.»

فأصبحت فلورندا في حيرة؛ كيف تسير إلى معسكر العرب قبل أن ترى ألفونس وتدبر طريقة للاجتماع به أو رؤيته، فلبثت صامتة، فأدرك سليمان سبب صمتها، فقال لها: «يظهر أنك تريدين البحث عن الأمير ألفونس قبل كل شيء؟»

قالت: «نعم.»

فقال: «أعرف كرما من كروم شريش لعائلة من أهل هذه البلاد، وفي الكرم بناء مرتفع يطل على سهول شريش كلها، فتقيمين هناك مع خالتك والخادمين، وأمضي أنا للبحث عن ألفونس وآتيك بالخبر اليقين أو أستشير والدك.»

كتاب أوباس

فاستصوبت فلورندا رأيه وشكرته، وساروا حتى أطلوا على مدينة شريش وحولها الكروم، وفي جملتها كرم صاحبنا الشيخ والد بطرس، وهو الذي عناه سليمان، فصعدوا إليه واخترقوه يلتمسون العريش، فلم يجدوا في الكرم أحدا. وكان سليمان لا يمر من هناك إلا ويرى أولاد الشيخ وأحفاده وأحفاد أولاده يسرحون في الكرم، إما للعمل أو للعب، فقال سليمان في نفسه: «إن لهذا سببا ذا بال.» ومشوا حتى وصلوا إلى العريش في أحد أطراف الكرم، وقبل الوصول إليه سمعوا صوتا يناديهم تعودوا سماع مثله من نواطير الكروم، فتقدم سليمان ولم يبال حتى دخلوا العريش، فرأى هناك الشيخ وكل ذريته معا، والقلق باد على وجوههم أجمعين. فلما رأوه مقبلا ذعروا، ونهض له بطرس فقال: «ماذا تريد؟» ولم يتم سؤاله حتى عرفه فقال: «سليمان، مرحبا بسليمان التاجر.» فلما سمع الشيخ اسم الرجل وقف له ورحب به، وكان لذكر اسمه تأثير في سائر أفراد تلك العائلة؛ لأنهم كانوا يسمعون به وبعضهم كان يراه عند قدومه إلى شريش؛ لابتياع الخمر في الموسم، وذهب عنهم بعض الاضطراب لدى رؤيته. وأهل القرى مهما بلغ من ذكائهم واقتدارهم فإنهم يعتقدون بفضل أهل المدن عليهم. فلما رأى سليمان أنهم احتفوا به هذا الاحتفاء بالغ في ملاطفتهم، وتقدم إلى الشيخ فسلم عليه، وسأله عن سبب انزوائهم في ذلك العريش في أثناء النهار والكرم لا يستغني عمن يتعهده، فقال الشيخ: «يظهر أنك لم تعلم بما طرأ علينا.»

قال: «أظنك تعني قدوم العرب؟»

قال: «نعم، ولا ندري ما يئول إليه حالنا بعد هذه الحرب، ورأينا بالأمس جند الملك قد عسكر مقابل جند العرب، ولا تلبث الحرب أن تنشب، وعندنا أطفال لا نستطيع الفرار بهم، وإن استطعنا فما نحن بقادرين على ترك مغارسنا.» قال ذلك وصوته يكان يختنق حنانا على أهله وولده.

ناپیژندل شوی مخ