وآمنوا بالقضاء والقدر: "أن أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب قال: وماذا أكتب قال: اكتب مقادير كل شيء فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة" 1 قال تعالى: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم} . [الحديد: 22، 23] . وهم مع ذلك لم يلبسوا إيمانهم بظلم أي لم يشوبوه ولم يخلطوه بشرك بل أخلصوا لله تعالى أعمالهم وأقوالهم وإراداتهم ونياتهم ولم يقربوا حمى الشرك بل ابتعدوا منه أشد الابتعاد حذرا من وقعهم فيه أولئك لهم الأمن في الدارين:
أما في الدنيا فيدفع عنهم بأمره الكوني وأمره الشرعي السوء أما أمره الشرعي يأمرهم بتوحيده وطاعته لئلا لا يقعوا في غضبه وناره، وأما أمره الكوني إما عاما يعم الأسواء والشرور كما قال تعالى: {إن الله يدافع عن الذين آمنوا} . [الحج: 38] .
وإما خاصا بشيء كما يدفع عنهم الذل والخذلان ويؤيدهم بالعز والنصر كما قال تعالى: {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد} . [غافر: 51] . ويدفع عنهم الضلال قال تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين} . [العنكبوت: 69] . ويدفع عنهم كيد العدو والكرب قال تعالى: {ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم} . [الأنبياء: 76] . ويدفع عنهم الضر والأذى قال تعالى:
مخ ۱۰۶