وأما اللواتي في الباطن فمنها مدركة للصورة المحسوسة بإدراك الحواس الظاهرة وهي الحس المشترك وموضعها مقدم البطن المقدم من الدماغ وخزانته الخيال وموضع الخيال مؤخر البطن المقدم، ومنها مدركة للمعاني القائمة بتلك الصور وهي الوهم وموضعها البطن الأوسط وخزانته الحافظة وموضع الحافظة البطن المؤخر ومنها متصرفة ويسمى استخدام النفس الناطقة لها في المعاني الكلية مفكرة لتصرفها في المواد الفكرية والخامسة العقل وهو رئيس المدركات الظاهرية والباطنية هذا وقد ركبك الخلاق جل وعلا من مائتي واثنين وخمسين عظما حشيت به المفاصل فأولها تحف الرأس وهي مركبة من سبعة أعظم أربعة كالجدران وواحدة كالقاعدة والباقيات يتألف منها القحف وبعضها مثقوب إلى بعض بدروز الرأس ويقال لها: اشئون وهي # العظام تسمى قبائل الرأس، وأما الأعلى من اللحي فالأعلى مركب من أربعة عشر عظما والأسفل من عظمتين واثنين وثلاثين سنا، وأما اليدان فكل واحدة مركبة من كتف مؤلف من عظمين وعضد وساعد مؤلف من عظمتين متلاصقين يسميان الزندين الأعلى والأسفل ورسغ مؤلف من ثمانية أعظم وكف مؤلف من أربعة عشر عظما وخمس أصابع مؤلفة من خمسة عشر عظما وأما العنق فمركب من سبعة أعظم هي فقار العنق، وأما الترقوة فمركبة من عظمين، وأما الصدر فمركب من سبعة أعظم وهي أعظم القفص وأما الظهر فمركب من سبع عشرة فقرة وأربع وعشرين ظلعا، وأما العجز فمركب من ثلاث فقرات ويتلوه عظمان يسميان عظم العانة وأما الرجلان فكل واحدة منهما مركبة من فخذ وساق وقدم، أما الفخذ فأعظم العظام في حق الورك وأما الساق فمركبة من عظمين متلاصقين يسميان العقبتين الكبرى والصغرى والقدم مركب من كعب وعقب وزورقي ويزدي وأربعة أعظم للرسغ وخمسة للمشط وخمسة أصابع مركبة من خمسة عشر عظما فهذه عظام جملة البدن ومنفعتها شديدة بينة جدا عند من له عقل سليم.
مخ ۹۸