ويقدمون كلام الله على غيره من أصناف الكلام، ويقدمون هدي النبي على هدي كل أحد، ولهذا سموا: أهل الكتاب والسنة، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة، ويرون إقامة الحج، والجهاد، والجمع، والأعياد، مع الأمراء، أبرارا، وفجارا. ويحافظون على الجماعات، ويدينون بالنصيحة وأنهم: "كالبنيان يشد # بعضه بعضا" 1. أو: "كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر" 2. كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم. ويأمرون ببر الوالدين، وصلة الأرحام، وحسن الجوار، والإحسان إلى اليتامى والمساكين، وابن السبيل، والرفق بالمملوك، وينهون عن الفخر والخيلاء، والبغي والاستطالة على الخلق بغير حق، ويأمرون بمعالي الأخلاق ومكارمها، ومحاسن الأعمال، وينهون عن سفاسفها، وهم في ذلك متبعون للكتاب والسنة، وفيهم الصديقون، والشهداء، والصالحون، ومنهم أعلام الهدى ومصابيح الدجى، وهم الطائفة المنصورة التي قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة" 3. فنسأل الله العظيم المنان أن يجعلنا منهم، وأن لا يزغ قلوبنا بعد إذ هدانا، ويهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب. انتهى كلام الشيخ ابن تيمية -رحمه الله- في العقيدة، عقيدة الفرقة الناجية إلا أني اكتفيت عن تعداد الدلائل بالدليل الواحد اختصارا.
شرح حديث معاذ
ثم استدل الشيخ -رحمه الله- على توحيد الألوهية؛ بحديث معاذ المصر بحقين؛ حق فرضي لزومي، وهو حق السيد الخالق المدبر المربي بالنعم على العبد، وحق تفضلي، وهو حق العبد على المولى إذا قام بأمره واجتنب نواهيه:
مخ ۹۵