وفي نخلة العزى زمان قريشهم ... وكم سدرة الآن تقصد للنفع
هناك مناة كم مناة زماننا ... فكم صخرة الآن تقصد للدفع
وإن نزلوا الوادي استعاذت قريشهم ... والآن كل يستعيذ من الجمع
فكم ذبحت للجن سود دجاجة ... وكم بيضة كم من بسيس من الوجع
وقد زاد في ذات الوقت أهل زماننا ... تعلقهم بالروث والضرس والودع
وبالعين جحر النمل موطا لصالح ... وبالبيض عظم الرأس في النخل والزرع
معابيدهم شتى مقاصدهم شتى ... فكل له مولى إذا ناب من فجع
ومهما أرادوا حاجة قصدوا لهم ... مقاما وشيئا من ضرى الكلب والضبع
وقالوا بها نقضي معاضل أمرنا ... بقصد صحيح بالخضوع وبالخشع
فكم ذبحت للقبر خير ذبيحة ... وكم صار نذر للقبور من الفجع
وكم سجدوا حول القبور لحاجة ... وكم راكع مهما أتاها وكم ينع
وكم هتفوا باسم المشائخ عندما ... رأوا ضرة بحرا وبرا من الفزع
فكل ترى داع إلها لقصده ... إذا اشتدت الحاجات والكرب والجزع
إلهي رأينا كل هذي معاينا ... فقد خالفوا التوحيد في القصد والوضع
وقد جاء رسول الله ينفي فعالهم ... فهم أثبتوها عكس ما جا من الشرع
ومع ذا يقول الحق عندي وأنني ... على الدين والتوحيد بالسبق والسرع
الوجه الثاني: أن الأولين ما أشركوا إلا في الرخاء، وأكثر هؤلاء يشركون في البحر والبر، وفي الشدائد والرخاء، حتى إذا تكلم قال يا فلان، ولم يذكر الله الذي خلقه ودبره.
الوجه الثالث: أن الأولين كانوا يعبدون شجرا، أو حجرا، أو شمسا، أو قمرا، لا يعصون الله، أو يعبدون أنبياء وصالحين، يرجون شفاعتهم. وأكثر أهل زماننا يعبدون فسقة فجرة، يعاينون فسقهم # وفجورهم، ومع ذلك يتبركون بهم، ويستشفون منهم.
مخ ۸۰