د فتح الله الحميد المجيد په شرح کتاب التوحيد
فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد
ژانرونه
{أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ولا يستطيعون لهم نصرا} . [الأعراف: 190-191] . وقوله تعالى: {والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير} . [فاطر: 13، 14] . يخبر تعالى عن فساد عقول المشركين وضلالهم وعمى بصائرهم منبها على ذلك بالاستفهام الإنكاري أيشركون بالله الذي تفرد بالملك، والحمد، والخلق، والأمر، والعز، والبقاء، والربوبية، والقيومية، والقهر، والتدبير، والإحياء، والإماتة، والعطاء، والمنع، والنفع، والضر، بيده ملكوت كل شيء، وهو يجير ولا يجار عليه، يفعل ما يشاء ويختار، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، لو أن الخلق أولهم وآخرهم وإنسهم وجنهم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منهم ما زاد ذلك في ملكه شيئا، ولو أن أولهم وآخرهم وإنسهم وجنهم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منهم ما نقص ذلك من ملكه شيئا، ولو أن أولهم وآخرهم وإنسهم وجنهم قاموا في صعيد واحد وسألوه فأعطى كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عنده إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، سبحانه وتعالى بائن عن خلقه غني عما سواه لن يبلغوا ضره فيضروه ولن يبلغوا نفعه فينفعوه، قادر على كل شيء عليم بكل شيء ما فوق العرش وتحت الفرش في العلم عنده سواء، بصير يرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة # الظلماء، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون سبحانه وتعالى عما يشركون أيشركون خلقا ما أو يشركون به مخلوقا من ماء مهين مدبرا في الرحم من حال إلى حال نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم يكسو العظام لحما ثم ينفخ فيه ويرزق من دم الحيض غذاء وشرابا إلى حد معلوم عنده ثم أخرجه متلوثا بما تكرهه النفوس فيعطف الله عليه الأبوين ويشفقهما عليه فيربيانه بأمر الله وهو يتقلب في القاذورات ويرضع ثدي أمه إلى حولين لمن أراد أن يتم الرضاعة ثم يخلق له أسنانا نوعين نوع للقطع ونوع للمضغ والطحن وخلق له كل شيء من النعم قال تعالى: {وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها} . [إبراهيم: 34] . {وما بكم من نعمة فمن الله} [النحل: 53] . فالإنسان مدبر مقهور لولا فضل الله ورحمته لكان من الهالكين لا يعلم مصالح نفسه ولا مفاسده، قال تعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون} . [البقرة: 216] . بل إنه كالميت بين يدي الغاسل يقلبه يمينا وشمالا وهو لا يشعر لو يأتيه أدنى مصيبة من المصائب عجز عن دفعها ورفعها، ضعيف نحيف لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا يملك موتا ولا حياة ولا نشورا ولا يملك في الكون مثقال ذرة ملكا حقيقيا ولا نقيرا ولا قطميرا ولا فتيلا، فمن كان هذا حاله فكيف يتصور أنه ينفع أو يضر أو يعطي أو يمنع أو يخذل أو يعز أو يذل أو يقدر على أمر من الأمور الكونية، وقد قال الله لأفضل الخلق أجمعين وسيد الأنبياء والمرسلين وحبيبه وصفوته من خلقه: {ليس لك من الأمر شيء} [آل عمران: 128] .
مخ ۲۴۹