قال ابن القيم في مدارج السالكين: "الإلحاد تسمية الأوثان بها كما يسمونها آلهة. وقال ابن عباس في تفسير الآية: {يلحدون في # أسمائه} يكذبون عليه، وهذا تفسير بالمعنى. وحقيقة الإلحاد فيها العدول بها عن الصواب فيها وإدخال ما ليس من معانيها فيها وإخراج معانيها عنها هذا حقيقة الإلحاد، ومن فعل ذلك فقد كذب على الله، ففسر ابن عباس الإلحاد بالكذب، إذ هو غاية الملحد في أسمائه تعالى، فإنه إذا أدخل في معانيها ما ليس منها، وخرج بها عن حقائقها أو بعضها فقد عدل بها عن الصواب والحق، وهو حقيقة الإلحاد. فالإلحاد إما بجحدها وإنكارها، أو بجحد معانيها وتعطيلها، وإما بتحريفها عن الصواب، وإخراجها عن الحق بالتأويلات الباطلة، وإما بجعلها أسماء لهذه المخلوقات المصنوعات، كإلحاد أهل الاتحاد، فإنهم جعلوها أسماء هذا الكون، محمودها ومذمومها، حتى قال زعيمهم: "وهو المسمى بكل اسم ممدوح عقلا وشرعا وعرفا، وبكل اسم مذموم عقلا وشرعا وعرفا" تعالى الله عما يقول الملحدون علوا كبيرا1.
والأوصاف التي أثبتها الله لنفسه وأثبتها رسوله صلى الله عليه وسلم، يوصف الرب تعالى بها من غير تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه ولا تعطيل، منها العلو، قال تعالى: {الرحمن على العرش استوى} . [طه: 5] . وقال تعالى: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} . [فاطر: 10] . وقال تعالى: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير} . [الملك: 16،17] .
وقد ذكر العلو لله في خمسة وعشرين موضعا من القرآن.
ومنها الكلام، قال تعالى: {وكلم الله موسى تكليما} . [النساء: 164] .
مخ ۳۶