وروى عبد الرحمن عن أبي بكرة عن أبيه قال: «كانت قراءة النبي ﷺ المدَّ ليس فيها ترجيع» (^١).
وقد روي عن النبي ﷺ: «اقرؤوا القرآن بألحان العرب» (^٢) الحديث.
والحري: الحقيق، والحواري الناصح (^٣) الخالص في ولاية، وكلُّ مشمِّرٍ في نصرٍ جادٍ فهو حواري وكأنَّ عزْمَهُ خالصٌ صافٍ عن التقاعد، قال الكميت (^٤):
وألْقِ فِضَالَ الوهنِ عنكَ بوثبةٍ … حَوَارِيَّةٍ قَدْ طَالَ هَذَا التَّفَضُّلُ
الفِضال: الثياب التي تلبس في الخلوة يريد وثبةً خالصةً من الوهن والفتور.
وأصل الحور: البياض ومنه الحواري: الخبز النقي الأبيض، وقيل لنساء الأنصار: الحواريات لبياضهن وتصوِّنِهنَّ عما يكدِّر صفاء أجسامهن. قال الشاعر:
فقلْ للحَوَارِيَّاتِ يَبْكِيَن غَيْرَنَا … ولايَبْكِنا إلا الكِلابُ النَّوَابِحُ (^٥)
(^١) رواه الطبراني في الأوسط، وفيه من لم أعرفه. مجمع الزوائد ٧/ ١٦٩.، وفي البخاري أن النبي ﷺ قرأ على ناقته سورة الفتح قراءةً لينةً وهو يرجع، والمقصود بالترجيع ترديد بسب هزَّ الناقة، أو أنه إشباع المدِّ في موضعه، قال أبو جمرة: معنى الترجيع تحسين التلاوة لاترجيع الغناء. فتح البارئ بشرح صحيح البخاري باب الترجيع ٩/ ٩٢.
(^٢) رواه البيهقي في شعب الإيمان ١/ ٤٢٩، والهيثمي في مجمع الزوائد ٧/ ١٦٩ وقال: فيه راوٍ لم يسم.
(^٣) قوله: [الناصح] في (ع، ب) [الناصر].
(^٤) ليس في ديوان الكميت، وهو في اللسان (فضل) ١١/ ٥٢٦.
(^٥) البيت لأبي جلدة اليشكري وهو في الدر المصون ٣/ ٢٠٩