166

Fath Al-Mannan - The Biography of the Commander of the Faithful Muawiyah bin Abi Sufyan

فتح المنان بسيرة أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان

ژانرونه

قال الذهبيُّ -معلِّقا على قوله-: «نعم، فقد روى سفينة، عن رسول الله ﷺ قال: الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون ملكا. فانقضت خلافة النبوة ثلاثين عاما، وولي معاوية، وقلَّ أن بلغ سلطان إلى رتبته» (^١). خروج الخوارج على معاوية: كان معاوية مهتما بهؤلاء الذين خرجو على عليٍّ، وقاتلهم يوم النهروان، لعلمه بما قد يسببوه له من اضطرابات ونزاعات. قال أبو وائل شقيق بن سلمة: «....، فرجع الناس، فبايعوا معاوية ﵁، ولم يكن لمعاوية همٌّ إلا الذين بالنهروان فجعلوا يتساقطون عليه فيبايعونه، حتى بقي منهم ثلاثمائة ونيِّف، وهم أصحاب النخيلة» (^٢). ويبدو أن هذه القلة الباقية، وبعض أتباع لهم أثاروا قلقا، ودخلوا في مناوشات حربية مع معاوية ﵁. يقول الطبري: «وفيها -أي: في سنة إحدى وأربعين- خرجت الخوارج التي اعتزلت أيام علي ﵁ بشهرزور على معاوية» (^٣). وقال أيضا: «وفي هذه السنة -أي: في سنة اثنتين وأربعين- تحركت الخوارج الذين انحازوا عمن قتل منهم بالنهروان، ومن كان ارتث من جرحاهم بالنهروان فبرءوا، وعفا عنهم علي بن أبي طالب ﵁» (^٤). وقد كان هؤلاء على ما كانوا عليه في زمن علي ﵁، من تكفير، وقتل، واستباحة للدماء، ولو كان المقتول من أصحاب النبي ﷺ!

(^١) سير أعلام النبلاء (٣/ ١٥٧ - ١٥٨). (^٢) إسناده صحيح: أخرجه إسحاق بن راهويه، وابن أبي شيبة في مسنديهما -كما في المطالب العالية (١٨/ ٢١٦) -، وقال الحافظ ابن حجر هناك: "هذا الإسناد صحيح". (^٣) تاريخ الطبري (٥/ ١٦٥). (^٤) تاريخ الطبري (٥/ ١٧٢).

1 / 166