ثم ساق الأحاديث الواردة في هذا ومنها ما رواه أَبو هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «والذي نَفْسِيْ بِيَدِهِ لَيُوْشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيْكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا فَيَكْسُرُ الصَّلِيْبَ وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيْرَ وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ وَيَفِيْضَ الْمَالُ حَتَّى لا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ وَحَتَّى تَكُوْنَ السَّجْدَةُ للهِ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الدنْيَا وَمَا فِيْهَا» . وقد روي أَنه ينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، وأَنه يقاتل الدجال هو ومن معه من جنود الإسلام المنصورة فيدرك الدجال عند باب لد أًَو إلى جانب لد فيقتله.
قال مجمع بن حارثة ﵁: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «يَقْتُلُ ابْنُ مَرْيَمَ الدَّجالَ بِبَابِ لُد أَوْ إلَى جَانِبِ لُدّ» (١) . وليس فيما يذكر من كذب اليهود بقتل عيسى ﵇ ما يدل على برائتهم من إثم قتله وارتكاب جريمة اغتياله ﵇، فإنهم وإن لم يقتلوه بالفعل إلا أَنهم صمموا على قتله، وبذلوا كل ما يستطيعون، وعملوا مع من أَلقي عليه شبهه من قتله وصلبه وصفعه وإلقاء الشوك عليه وغير ذلك
_________
(١) () وعن أبي أمامة الباهلي ﵁ قال خطينا رسول الله ﷺ فكان أكثر خطبته حديثًا حدثناه عن الدجال - فذكر الحديث بطوله وفيه- فقالت أم شريك بنت أبي العكر يا رسول الله فأين العرب يومئذ قال هم قليل وجلهم ببيت المقدس وأمامهم رجل صالح فيبنما أمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح اذ نزل عليهم عيسى بن مريم فرجع ذلك الامام ينكص يمشي القهقرى ليتقدم عيسى يصلي بالناس فيضع عيسى يده بين كتفيه يقول له تقدم فصل انها لك أقيمت فيصلي بهم امامهم فاذا انصرف قال عيسى ﵇ افتحوا الباب فيفتح ووراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى وساج فاذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء وينطلق هاربًا ويقول عيسى ﵇ ان لي فيك ضربة لن تسبقني بها فيدركه عند باب اللد الشرقي فيقتله فيهزم الله اليهود فلا يبقى شيء مما خلق الله يتوارى به يهودي إلا انطق الله ذلك الشيء لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة الا الغرقدة فانها من شجرهم لا تنطق الا قال يا عبد الله المسلم هذا يهودي فتعال أقتله» رواه ابن ماجه.
1 / 37