30

فتاوى ورسائل

فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ

پوهندوی

محمد بن عبد الرحمن بن قاسم

خپرندوی

مطبعة الحكومة بمكة المكرمة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٣٩٩ هـ

ژانرونه

فتاوی
الغلو في شخص الرسول ﵊ تقليدًا للنصارى، ومصداقًا لقوله ﵊: «لتتَّبُعُنَّ سنن من كان قبلكم حذو الْقذَّةِ بالقذةِ حتى لو دخلوا جُحر ضب لدخلتمُوه، قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن؟» (١) فلقد غلا النصارى في شخص عيسى ﵇ وأَنكروا بشريته وقالوا عنه - زورًا وبهتانًا وإثمًا مبينًا - بأنه ابن الله، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا. لقد كان ﷺ شديد الحذر على أُمته أَن تسلك المسلك الذي سلكه النصارى في رسولهم عيسى ﵇ فقال ﷺ: «لا تطروني كما أَطرت النصارى ابن مريم إنما أَنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله» . وقال أيضًا: «إيَّاكم والْغلوَّ فإنما أَهلك من كان قبلكم الْغلوّ» (٢) . (٦- المسيح ﵇ لم يقتل ولم يصلب) المسألة الثالثة (٣) - وهي قولهم هل مات عيسى على الصليب؟ الجواب: المسيح ﵇ قد صانه الله وحماه، فلم يقتل ولم يصلب، وإنما قتل وصلب المشبه به. وذلك أنه ﵇ لما قصد منه أَعداؤه من اليهود مقصد السوء وقاه الله كيدهم ورفعه عنهم إلى السماء، وأَلقى شبهه على رجل من الحواريين فأَمسكوه وقتلوه وصلبوه بناء منهم على أَنه المسيح ﵇، قال الله تعالى في حق اليهود: (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاء بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلًا - وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا -

(١) متفق عليه. (٢) رواه أحمد والترمذي وابن ماجه من حديث ابن عباس. (٣) من المسائل التي سأل عنها مسلموا غيانا البريطانية.

1 / 34