(٢- وهذه المخترعات دليل على قدرة الله وصدق رسوله)
هذه المصنوعات من أَدلة التوحيد، فإنها مما يحقق أَن الله على كل شيء قدير، وأَنه ما شاء الله كان وما لم يشأْ لم يكن. وقدرته تعالى ومشيئته ليست محصورة في وقت بل هي دائمة باستمرار، بل مما يحقق شهادة أَن محمدًا رسول الله، ولكن لمن شهد أَنه رسول الله حقًا وصدق بأخباره ورسالته، فإنه يرى في الوجود الآن نوع ما أَخبر به (١) - لا عينه - فإنه أَخبر بتقارب الأَسواق (٢) وأَن الدجال يقطع الأَرض في وقت قصير (٣) وقوله: (فَيُبصِرُهُم النَّاظِرُ وَيُسمِعُهُم الْدَّاعِي) (٤) .
(٣- دعاة الالحاد أَخطر)
دعاة الإلحاد الآن يخاف على الشباب منهم أَكثر مما يخاف من دعاة الوثنية، فإنهم بثوه بأَساليب عديدة في الناس فكان ضررهم أَكثر، والصولات والجولات الآن معهم. (تقرير) (٥) .
_________
(١) عن اليوم الآخر.
(٢) فعن أبي هريرة ﵁: أن رسول الله ﷺ قال: «لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن ويكثر الكذب وتتقارب الأسواق ويتقارب الزمن ويكثر الهرج قيل وما الهرج قال القتل» رواه الامام أحمد وابن حبان في صحيحه وزاد فيه «ويقبض العلم» . والظاهر والله أَعلم أن ذلك إشارة إلى ما وجد في زماننا من المراكب الأَرضية والجوية والآلات الكهربائية التي قربت البعيد.
(٣) . «قال يا رسول الله وما اسراعه في الأرض قال كالغيث استدبرته الريح» أخرجه مسلم وأبو داوود والترمذي.
(٤) في حديث أبي هريرة «يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد فيسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الكرب والغم ما لا يطيقون» أخرجه ابن خزيمة في «التوحيد ص ١٥٧» وللشيخين والترمذي عن أبي هريرة «فيبصرهم الناظر ويسمعهم الداعي» .
(٥) والالحاد المطلق أعظم من الوثنية، قال: ابن تيمية ﵀: من التزم التعطيل المطلق فهو أعظم جحدًا من ابليس (جـ ٥ ص ٣٥٦) . وقال أيضًا: المستكبر الذي لا يقر بالله في الظاهر أعظم كفرًا، وإن كان عالمًا بوجود الله وعظمته. (جـ ٧ ص ٦٣١، ٦٣٢) .
1 / 31