فتاوا ارکان اسلام

Muhammad ibn Salih al-Uthaymeen d. 1421 AH
90

فتاوا ارکان اسلام

فتاوى أركان الإسلام

خپرندوی

دار الثريا للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٤ هـ

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

فتاوی
ورسوله ﷺ، ونقول ما دام ثلث الليل الأخير في هذه الجهة باقيًا فالنزول فيها محقق، ومتى انتهى الليل انتفى النزول، ونحن لا ندرك كيفية نزول الله، ولا نحيط به عليمًا، ونعمل أنه -سبحانه- ليس كمثله شيء، وعلينا أن نستسلم وأن نقول سمعنا، وآمنا، واتبعنا، وأطعنا، هذه وظيفتنا. *** س٤٢: ما مذهب السلف في رؤية الله ﷿؟ وما حكم من يزعم «أن الله لا يرى بالعين وأن الرؤية عبارة عن كمال اليقين» ؟ الجواب: يقول الله ﷿ في القرآن الكريم حين ذكر القيامة: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ) (القيامة: ٢٢) (إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) (القيامة: ٢٣) فأضاف النظر إلى الوجوه والذي يمكن به النظر في الوجوه العين، ففي الآية دليل على أن الله ﷾ يرى بالعين، ولكن رؤيتنا لله ﷿ لا تقتضي الإحاطة به لأن الله -تعالى- يقول: (وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا) . (طه: من الآية١١٠) فإذا كنا لا يمكن أن نحيط بالله علمًا -والإحاطة العلمية أوسع وأشمل من الإحاطة البصرية- دل ذلك على أنه لا يمكن أن نحيط به إحاطة بصرية ويدل لذلك قوله -تعالى: (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَار) (الأنعام: من الآية١٠٣) فالأبصار وإن رأته لا يمكن أن تدركه، فالله -عزل وجل-فالله يري بالعين رؤية حقيقة، ولكنه لا يدرك بهذه الرؤية؛ لأنه ﷿ أعظم من أن يحاط به، وهذا هو الذي ذهب إليه السلف ويرون أن أكمل نعيم ينعم به الإنسان أن ينظر إلى وجه الله ﷿ ولهذا كان من دعاء النبي ﷺ:

1 / 95