فتاوا ارکان اسلام

Muhammad ibn Salih al-Uthaymeen d. 1421 AH
84

فتاوا ارکان اسلام

فتاوى أركان الإسلام

خپرندوی

دار الثريا للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٤ هـ

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

فتاوی
-تعالى-:) لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) (النحل: من الآية١٠٣) ومنه اللحد في القبر فإنه سمي لحدًا لميله إلى جانب منه، ولا يعرف الإلحاد إلا بمعرفة الاستقامة، لأنه كما قيل: بضدها تتبين الأشياء فالاستقامة في باب أسماء الله وصفاته أن نجري هذه الأسماء والصفات على حقيقتها اللائقة بالله ﷿ من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، على القاعدة التي يمشي عليها أهل السنة والجماعة في هذا الباب، إذا عرفنا الاستقامة في هذا الباب فإن خلاف الاستقامة هو الإلحاد، وقد ذكر أهل العلم للإلحاد في أسماء الله -تعالى- أنواعًا يجمعها أن نقول: هو الميل بها عما يجب اعتقاده فيها. وهو على أنواع: النوع الأول: إنكار شيء من الأسماء، أو ما دلت عليه من الصفات، ومثاله: من ينكر أن اسم الرحمن من أسماء الله -تعالى- كما فعل أهل الجاهلية، أو يثبت الأسماء، ولكن ينكر ما تضمنته من الصفات كما يقول بعض المبتدعة: أن الله -تعالى- رحيم بلا رحمة، وسميع بلا سمع. النوع الثاني: أن يسمى الله ﷾ بما لم يسم به نفسه. ووجه كونه إلحادًا أن أسماء الله ﷾ توقيفية، فلا يحل لأحد أن يسمي الله -تعالى- باسم لم يسم به نفسه، لأن هذا من القول على الله بلا علم، ومن العدوان في حق الله ﷿ وذلك كما صنع الفلاسفة فسموا الإله بالعلة الفاعلة، وكما صنع

1 / 89