وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (يّس الآيات: ٣٨، ٤٠) . فإضافة الجريان إلى الشمس وجعله تقديرًا من ذي عزة وعلم يدل على أنه جريان حقيقي بتقدير بالغ، بحيث يترتب عليه اختلاف الليل والنهار والفصول. وتقدير القمر منازل يدل على تنقله فيها ولو كانت الأرض التي تدور لكان تقدير المنازل لها من القمر لا للقمر. ونفي إدراك الشمس للقمر وسبق الليل للنهار يدل على حركة اندفاع من الشمس والقمر والليل والنهار.
٩- وقال النبي ﷺ لأبي ذر ﵁ وقد غربت الشمس: «أتدري أين تذهب؟» قال: الله ورسوله أعلم. قال: «فإنها تذهب فتسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها، فيوشك أن تستأذن فلا يؤذن لها فيقال لها: ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها» . أو كما قال ﷺ. متفق عليه (١) . فقوله: «ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها» ظاهر جدًا في أنها تدور على الأرض وبدورانها يحصل الطلوع والغروب.
١٠- الأحاديث الكثيرة في إضافة الطلوع والغروب والزوال إلى الشمس فإنها ظاهرة في وقوع ذلك منها لا من الأرض عليها.
ولعل هناك أدلة أخرى لم تحضرني الآن ولكن فيما ذكرت فتح باب وهو كاف فيما أقصد. والله الموفق.
***
_________
(١) أخرجه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب صفة الشمس والقمر (٣١٩٩)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان (١٥٩) .
1 / 46