120

فتاوا ارکان اسلام

فتاوى أركان الإسلام

خپرندوی

دار الثريا للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٤ هـ

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

فتاوی
س٦٣: هل الرزق والزواج مكتوب في اللوح المحفوظ؟
الجواب: كل شيء منذ خلق الله القلم إلى يوم القيامة فإنه مكتوب في اللوح المحفوظ لأن الله ﷾ أول ما خلق القلم قال له: «اكتب: قال: ربي وماذا أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن، فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة» (١) .
وثبت عن النبي ﷺ، أن الجنين في بطن أمه إذا مضى عليه أربعة أشهر، بعث الله إليه ملكًا نفخ فيه الروح، ويكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد. والرزق أيضًا مكتوب مقدر بأسباب لا يزيد ولا ينقص، فمن الأسباب أن يعمل الإنسان لطلب الرزق كما قال الله -تعالى-: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) (الملك: ١٥) ومن الأسباب أيضًا صلة الرحمن من بر الوالدين، وصلة القرابات، فإن النبي ﷺ، قال: «من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه» (٢) ومن الأسباب تقوى الله ﷿ كما قال -تعالى-: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا) (الطلاق: من الآية٢» وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) (الطلاق: من الآية٣) ولا تقل إن الرزق مكتوب ومحدد ولن أفعل الأسباب التي توصل إليه فإن هذا من العجز. والكياسة والحزم أن تسعى لرزقك، ولما ينفعك في دينك ودنياك قال النبي ﷺ: «الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها

(١) أخرجه الإمام أحمد (٥/٣١٧) .
(٢) أخرجه البخاري، كتاب البيوع، باب من أحب البسط في الرزق (٢٠٦٧) .

1 / 125