67

Fatawa Nisa

فتاوى النساء

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۲۴ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

والجماعة.

وكذلك الملة هي الفطرة وهي الدين- ومحال أن يأمر الله تعالى باتباع إبراهيم في مجرد الكلام دون الأعمال، وخصال الفطرة، وإنما أمر بمتابعته في توحيده وأقواله وأفعاله، وهو عليه السلام قد اختتن امتثالاً لأمر ربه الذي أمر به وابتلاه فوفاه كما أمر، فإن لم نفعل كما فعل لم نكن متبعين له. كذا نقل ابن القيم(١).

ثالثًا: واعترضوا أيضًا بأن حديث عثيم بن كليب عن أبيه عن جده: "ألق عنك شعر الكفر واختتن" ضعيف. وبينوا سبب ضعفه أن فيه إبراهيم ابن يحيى، وهو متفق على ضعفه، وبأن مراسيل الزهري عن النبي ﷺ من المراسيل التي لا تصلح للاحتجاج".

ونقول: إن إبراهيم بن يحيى كان الشافعي حسن الظن به وعليه فحديثه يصلح للاعتضاض من حيث يتقوى به، وإلا لم يحتج بمفرده، وكذلك الكلام في مرسل الزهري، فإذا لم يحتج بهما، فإن هذه المرفوعات والموقوفات والمراسيل يشد بعضها بعضًا(٢).

وبعد، أقول: إن الناظر في أمر الختان يرى أن الاختلاف دائر بين الوجوب والاستحباب، ولم نر أو نسمع أحدًا من سلف الأمة على اختلاف مذاهبهم قال بالكراهة أو بالحرمة أو مما نسمعه هذه الأيام من ترهات الضلال، فإلى الله المشتكى، ويا للعجب من قول هؤلاء الذين يشذون بأقوال وأحكام ما أنزل الله بها من سلطان فلا نرى فيهم إلا قول الرسول ﷺ: ((دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها))(٣).

(١) تحفة المودود (١١٦/١١٧) الفرقان في حكم الختان (٢٧/٢٨).
(٢) الفرقان في حكم الختان (٣٠/٣١).
(٣) أخرجه البخاري (٣/٣٨/٣٩) وابن أبى شيبة في مصنفه (١٥/٩٨) رقم (٨٩٦١).

67