28

Fatawa Nisa

فتاوى النساء

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۲۴ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

النوعين فيما ينهض بأمتهما، فإن تخاذلا أو تخاذل أحدهما انحرفت الحياة الجادة عن سبيلها المستقيم، فليعلم ذلك نساؤنا وليفقهن حكم الله فيهن.

رأي المرأة في نظر الإسلام:

٨- لم يقف الإسلام بالمرأة عند حد اشتراكها مع أخيها الرجل في المسئوليات جميعها -خاصها وعامها- بل رفع من شأنها وقرر - تلقاء تحملها هذه المسئوليات- احترام رأيها فيما تبدو وجاهته، شأنه في رأي الرجل تمامًا سواء بسواء. وإذا كان الإسلام جاء باختيار آراء بعض الرجال، فقد جاء أيضًا باختيار رأي بعض النساء.

وقد بدأت سورة المجادلة بأربع آيات نزلت في حادثة أوس بن الصامت وزوجه خولة بنت ثعلبة، قال أوس لزوجه: أنت علي كظهر أمي - وكان الرجل في الجاهلية إذا قال مثل هذا لزوجته حرمت عليه-، ثم دعاها فأبت، وقالت: والذي نفس خولة بيده، لا تصل إلي وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله.

ثم أتت رسول الله ﷺ وقالت: يا رسول الله، إن أوسًا تزوجني وأنا شابة مرغوب في، فلما خلا سني، ونثرت بطني، جعلني عليه كأمه وتركني إلى غير أحد، فإن كنت تجد لي رخصة يا رسول الله تنعشني بها وإياه فحدثني بها. فقال عليه السلام: ((ما أمرت في شأنك بشيء حتى الآن، وما أراك إلا قد حرمت عليه)) فقالت : ما ذكر طلاقًا يا رسول الله ؟ وأخذت تجادله عليه السلام وتكرر عليه القول إلى أن قالت: إن لي صبية صغارًا، إن ضممتهم إليه ضاعوا، وإن ضممتهم إلي جاعوا، وجعلت ترفع رأسها إلى السماء وتقول : اللهم إني أشكو إليك، اللهم فأنزل على لسان نبيك، وما برحت حتى نزلت الآيات الأربع: ﴿قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله

28