Fatawa Nisa
فتاوى النساء
خپرندوی
دار الكتب العلمية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
۱۴۲۴ ه.ق
د خپرونکي ځای
بيروت
٥- وهكذا لا يستطيع أحد أن يظفر بتشريع في الإسلام ينبو عن هذه المكانة، مكانة التلبية لمقتضى الفطرة وتنظيمها، ومن هنا كان الإسلام عند الفاقهين لتشريعه، الواقفين في تفسيره وشرحه، عند الحدود التي تبينها مصادره الأولى في الأمر والنهي، والحل والحرمة، دين الحياة.
وما وضع التشريع الإسلامي على بساط النقد، وتسلطت عليه الأحكام يبعده عن مسايرة الحياة، إلا عند أحد رجلين:
رجل تلقى أحكام الإسلام عن ميراث قديم زاغ فيه المفسرون عن اللب والحقيقة، وتعلقوا بصور وأشكال، زعموها الشرع والدين.
ورجل لم يكن له من سبيل إلى معرفة حقيقة الإسلام، وإنما نشأ خصمًا للإسلام بعصبية موروثة. فأخذ يضفي على الإسلام ما شاء له هواه. وشاءت له عصبيته ألوان المجافاة لسنن الجماعة، وسنن الحياة.
وجدير بأرباب الغيرة على الإسلام أن يستقبلوا ما استدبروا، وأن يبسطوا للناس هذه النظرية التي لا تعوزهم حججها، ولا ينقطع عنهم سبيلها متى تجردوا عن عصبية الميراث الثقيل التي دفعتهم إليها عصور التقليد، وزعموا بها أن الأول لم يترك للآخر مجالاً ينظر به في كتاب الله ولا في سنة رسوله، وأن الشأن قد انتقل من التلقي عن كتاب الله وسنة الرسول، إلى التلقي عن الأفهام والآراء وإن كانت سقيمة لا تلتقي مع الأصل التشريعي، ولا مع حكمة التشريع في قليل أو كثير.
المرأة ذات مسئولية:
٦- وإذا كان ما أسلفنا تلبية لمقتضى الفطرة في الأصل الذي تكون منه الإنسان، فإن الإسلام يقرر أيضًا في تلبية الفطرة التي خلقت عليها المرأة، وهي: "الإِنسانية ذات العقل والإدراك والفهم" أن المرأة ذات مسئولية مستقلة عن مسئولية الرجل، مسئولة عن نفسها، وعن عبادتها، وعن بيتها، وعن جماعتها.
25