77

Fatwas on Alcohol and Drugs

فتاوى الخمر والمخدرات

پوهندوی

أبو المجد أحمد حرك

خپرندوی

دار البشير والكوثر للطباعة والنشر

ما يكسبه القلب من الأقوال والأفعال الظاهرة، كما قال: ((ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم)) (٥) ولم يؤاخذ على أقوال وأفعال لم يعلم بها القلب ولم يتعمدها. وكذلك ما يحدث به المرء نفسه لم يؤاخذ منه إلا بما قاله أو فعله، وقال قوم: إن الله قد أثبت للقلب كسبا فقال: (بما كسبت قلوبكم) (٦)، (٧) فليس لله عبد أسر عملا أو أعلنه من حركة في جوارحه، أو هم في قلبه إلا يخبره الله به ويحاسبه عليه، ثم يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء.

واحتجوا بقوله تعالى: ((إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلا)) (٨) وهذا القول ضعيف شاذ، فإن قوله: ((يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم)) إنما ذكره لبيان أنه يؤاخذ في الأعمال بما كسب القلب، لا يؤاخذ بلغو الإيمان، كما قال: ((بما عقدتم الإيمان)) (٩) فالمؤاخذة لم تقع إلا بما اجتمع فيه كسب القلب مع عمل الجوارح، فأما ما وقع في النفس، فإن الله تجاوز عنه ما لم يتكلم به أو يعمل، وما وقع من لفظ أو حركة بغير قصد القلب وعلمه فإنه لا يؤاخذ به.

و (أيضا) فإذا كان السكران لا يصح طلاقه والصبي المميز تصح صلاته، ثم الصبي لا يقع طلاقه، فالسكران أولى، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لماعز) لما اعترف بالحد: (أبك جنون؟ قال: لا) (١٠) ثم أمر باستنكاهه (١١) لئلا يكون سكران، فدل على أن إقرار السكران باطل، وقضية ماعز متأخرة بعد تحريم الخمر فإن الخمر حرمت سنة ثلاث بعد أحد باتفاق الناس، وقد ثبت عن عثمان وغيره من الصحابة كعبد الله بن عباس أن طلاق السكران لا يقع، ولم يثبت عن صحابي خلافه.

(٥) جزء من الآية ٢٢٥ من سورة البقرة.

(٦) هنا موضع نهاية القوس. وليس ذلك في النص المطبوع.

(٧) جزء من الآية ٢٢٥ من سورة البقرة.

(٨) جزء من الآية ٣٦ من سورة الإسراء.

(٩) جزء من الآية ٨٩ من سورة المائدة.

(١٠) رواه مسلم.

(١١) استنكاهه: أي شم ريح فمه.

77