75

Fatwas on Alcohol and Drugs

فتاوى الخمر والمخدرات

پوهندوی

أبو المجد أحمد حرك

خپرندوی

دار البشير والكوثر للطباعة والنشر

ثامنا :

فى صلاة السكران وطلاقه

● قال رحمه الله في صلاة السكران (٤٣٧ - ٤٣٨ / ١٠):

قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ، وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا)) (١) فنهى الله عز وجل عن قربان الصلاة إذا كانوا سكارى حتى يعلموا ما يقولون.

وهذه الآية نزلت باتفاق العلماء قبل أن تحرم الخمر بالآية التي أنزلها الله في (سورة المائدة). وقد روي أنه كان سبب نزولها: أن بعض الصحابة صلى بأصحابه وقد شرب الخمر قبل أن تحرم فخلط في القراءة، فأنزل الله هذه الآية، فإذا كان قد حرم الله الصلاة مع السكر والشرب الذي لم يحرم حتى يعلموا ما يقولون، علم أن ذلك يوجب أن لا يصلي أحد حتى يعلم ما يقول. فمن لم يعلم ما يقول لم تحل له الصلاة، وإن كان عقله قد زال بسبب غير محرم، ولهذا اتفق العلماء على أنه لا تصح صلاة من زال عقله بأي سبب زال، فكيف بالمجنون؟!

وقد قال بعض المفسرين - وهو يروي عن الضحاك (*) - لا تقربوها وأنتم سكارى من النوم. وهذا إذا قيل إن الآية دلت عليه بطريق الاعتبار أو شمول معنى اللفظ العام، وإلا فلا ريب أن نزول الآية كان السكر من الخمر. واللفظ صريح في ذلك، والمعنى الآخر صحيح أيضا. وقد ثبت في

(١) جزء من الآية ٤٣ من سورة النساء.

(*) هو أبو القاسم: الضحاك بن مزاحم البلخي الخراساني، مفسر، كان معلمًا للأطفال، له في مدرسته ثلاثة آلاف صبي، له كتاب في (التفسير)، توفي بخراسان (١٠٥ هـ).

75