Fatwas on Alcohol and Drugs
فتاوى الخمر والمخدرات
ایډیټر
أبو المجد أحمد حرك
خپرندوی
دار البشير والكوثر للطباعة والنشر
وهو أعظم نوعي الدواء. حتى قال بقراط(٤) نسبة طبنا إلى طب أرباب الهياكل، كنسبة طب العجائز إلى طبنا.
وقد يحصل الشفاء بغير سبب اختياري، بل بما يجعله الله في الجسم من القوى الطبيعية، ونحو ذلك.
الثالث: أن أكل الميتة للمضطر واجب عليه في ظاهر مذهب الأئمة وغيرهم، كما قال مسروق: من اضطر إلى الميتة فلم يأكل حتى مات دخل النار. وأما التداوي فليس بواجب عند جماهير الأئمة. وإنما أوجبه طائفة قليلة، كما قاله بعض أصحاب الشافعي وأحمد، بل قد تنازع العلماء: أيهما أفضل: التداوي؟ أم الصبر؟ للحديث الصحيح. حديث ابن عباس عن الجارية التي كانت تصرع، وسألت النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لها، فقال: (إن أحببت أن تصبري ولك الجنة، وإن أحببت دعوت الله أن يشفيك)(5) فقالت: بل أصبر، ولكني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف، فدعا لها أن لا تتكشف ولأن خلقا من الصحابة والتابعين لم يكونوا يتداوون، بل فيهم من اختار المرض. كأبي بن كعب(1). وأبي ذر(6) ومع هذا فلم ينكر عليهم ترك التداوي.
وإذا كان أكل الميتة واجبا، والتداوي ليس بواجب، لم يجز قياس أحدهما على الآخر، فإن ما كان واجبا قد يباح فيه ما لا يباح في غير الواجب، لكون مصلحة أداء الواجب تغمر مفسدة المحرم، والشارع يعتبر المفاسد والمصالح، فإذا اجتمعا قدم المصلحة الراجحة على المفسدة المرجوحة، ولهذا أباح في الجهاد الواجب ما لم يبحه في غيره، حتى أباح
(٤) بقراط أبو الطب اليوناني (٤٦٠ ق.م. - ٣٧٧ ق.م.): أشهر الأطباء الأقدمين. ولد في جزيرة كوس باليونان. مصدر الأمراض عنده شيئان: الهواء والغذاء. نقلت بعض مصنفاته إلى العربية منها (تقدمة المعرفة) و(طبيعة الإنسان).
(٥) رواه الشيخان والترمذي وأحمد.
(٦) سبق ترجمتهما.
143