Fatawa al-Iraqi
فتاوى العراقي
پوهندوی
حمزة أحمد فرحان
خپرندوی
دار الفتح
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
۱۴۳۰ ه.ق
- الجامع الأزهر: وهو أول مسجد أسس بالقاهرة، أنشأه القائد جوهر بن عبد الله الرومي الكاتب الصقلي (ت ٣٨١هـ) زمن أمير المؤمنين المعز لدين الله، وشرع في بنائه سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، وكمُّل بناؤه سنة إحدى وستين. ولم يزل في هذا الجامع منذ بني عدة من الفقراء يلازمون الإقامة فيه، وبلغت عدتهم في سنة ثمان عشرة وثمانمائة: سبعمائة وخمسين رجلاً من مختلف الطوائف، ولكل طائفة رواق يُعرف بهم، فلا يزال الجامع عامراً بتلاوة القرآن ودراسته والاشتغال بأنواع العلوم، الفقه والحديث والتفسير والنحو ومجالس الوعظ وحِلَق الذكر، وصار أرباب الأموال يقصدونه بأنواع البر من الذهب والفضة إعانة للمجاورين فيه على عبادة الله وأنواع من الأطعمة، لا سيما في المواسم. ولكن في هذه السنة المذكور أُمِر بإخراج المجاورين من الجامع ومنعهم من الإقامة وإخراج أغراضهم، زعماً أن هذا العمل ممّا يثاب عليه، وقد حلّ بالفقراء من جراء ذلك بلاء كبير(١).
- جامع ابن طولون: بناه أبو العباس أحمد بن طولون سنة ثلاث وستين ومائتين، وفرغ من بنائه سنة خمس وستين، وأيام الملك الناصر كتبغا أزال هذا الملك كل ما كان فيه من تخريب واشترى له الأوقاف وغير ذلك، ورتب فيه دروساً لإلقاء الفقه على المذاهب الأربعة، ودرساً في التفسير، ودرساً في الحديث ودرساً في الطب. وفي سنة سبع وستين وسبعمائة جدد الأمير يلبغا الخاصكي درساً فيه سبعاً مدرّسين للحنفية(٢).
وقد كان لدولة المماليك في هذا العصر السبق في الحضارة، وتميزت بازدهار العلم، وذلك لأسباب، منها:
١- اهتمام المماليك بالعلم ونشره عن طريق المدارس وخزائن الكتب، وتكثير الأوقاف عليها، وخلق الجو المناسب لظهور العلماء.
(١) المقريزي، الخطط ٤ / ٥١-٥٨.
(٢) المقريزي، الخطط ٤/ ٣٨-٤٥.
36