Fatawa al-Alai
فتاوى العلائي
پوهندوی
عبد الجواد حمام
خپرندوی
دار النوادر
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
۱۴۳۱ ه.ق
د خپرونکي ځای
دمشق
بالبصرةِ ابنُ عباس رضي الله تعالى عنهما))(١).
وقد ذكرَ ابنُ قُتَيبةَ أنَّ معنى ذلكَ أنَّ ابن عباس صَعِدَ المنبرَ عشيَّةً عرفةَ فقرأَ البقرةَ وآلَ عِمْرانَ وفسَّرَهما للناسِ حَرْفاً حَرْفاً (٢).
فعلى هذا لم يكنِ اجتماعُهم لهذا الدعاءِ الخاصِّ؛ بل كان لسماعِ العلمِ، وقيل فيه: ((عرَّفَ ابنُ عبّاسٍ)) إما لكونِهِ عَرَّفَ القرآنَ أي فَسَّرَهُ، وإما لكونِهِ وَقَعَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ.
وعلى كلِّ حالٍ: فالاجتماعُ والدُّعاءُ في عشيّةِ عرفةَ بمساجدِ الأمصارِ غيرِ بيتِ المقدس وإن كانَ بدعةً فأمرُهُ قريبٌ (٣)، وأما بيتُ المقدسِ
(١) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه في ثلاثة مواضع: (٣/ ٢٨٧) رقم (١٤٢٦٦)، و(٧ / ٢٥٧) رقم (٣٥٨٤٢)، و(٢٧٣/٧) رقم (٣٦٠١٨)، والبيهقي في ((السنن الكبرى)) (٥ / ١١٨).
(٢) ((غريب الحديث)) لابن قُتَيبةَ (٢ / ٣٥٤)، وقد ساق رواية عن الحسن فيها هذا التفسير، حيث قال: ((في حديث ابن عباس أنَّ الحسنَ ذكرَهُ فقال: ((كان أَوَّلَ من عَرَّفَ بالبصرةِ؛ صَعِدَ المنبرَ فقراً البقرةَ وآل عمرانَ، وفسَّرهما حرفاً حرفاً، وكان مُثَجَأَ يَسيلُ غَرْباً))، يرويه سفيانُ عن أبي بكرِ الهذليِّ عن الحسنِ، قولُهُ: وكان مُثَجَاً هو من الثَّجِّ، والثَّجُّ: السيلان ... وقوله: يسيل غرباً؛ أي يسيل فلا ينقطع)).
(٣) قال الحافظ أبو شامة في كتابه ((الباعث على إنكار البدع)) ص (٣٤): ((وعلى الجملةِ فأمرُ التَّعريفِ قريبٌ إلا إذا جرَّ مفسدةً كما ذكره الطُّرْطُوشِيُّ في التعريف ببيت المقدس)). وقال النووي في ((المجموع)) (٨ / ١٤٠) بعد تكلم عن المسألة وذكر من استحب التعريف: ((وكرهه جماعات؛ منهم=
61