قالت: «مهما يكن فإني غير قادرة على التخلص من هذه الهواجس ... بالله أشفقي علي وارفقي بي ...»
قالت: «إني مستعدة لما تريدينه. نعم أحب أن تكوني من نصيب الحسين بن جوهر ولكنني أفضل راحتك. فإذا كنت تظنين أني في قدرة على مساعدتك في شيء قولي.»
فأطرقت وسبابتها على شفتها السفلى وهي تفكر وأم الأمراء تنظر إليها وتنتظر ما تقوله فإذا هي رفعت بصرها إليها وقالت: «إني أطلب منك أمرا لا يصعب عليك إني أحب الذهاب إلى والدي لأراه وأباحثه في الأمر الذي عرض عليه اليوم؛ لعله إذا علم بما في خاطري يعفيني منه. وأنت تكملين فضلك في إرجاع أمير المؤمنين عن عزمه.»
ففكرت أم الأمراء لحظة وهي تعلم أن زيجة لمياء للحسين يراد بها غرض سياسي لاكتساب قلب حمدون، فضلا عن ملاءمة العروسين فلم تشأ أن تعدها بإقناع زوجها لكنها طيبت خاطرها وقالت: «لك علي ذلك ... متى تذهبين إلى والدك؟»
قالت: «الآن يا سيدتي ... إني لا أستطيع رقادا إن لم أره وأباحثه.»
قالت: «كيف تذهبين الآن وقد داهمنا الظلام ووالدك في معسكره خارج المنصورية وقد أقفلت الأبواب، ومثلك لا يؤذن بخروجها من هذا القصر.»
قالت: «أخرج متنكرة وأنا لا أبالي بالظلام إنما أطلب إليك أن تأمري بثوب أحد الصقالبة خدم القصر ألبسه وأخرج بحجة رسالة أحملها من أمير المؤمنين إلى صاحب سجلماسة.»
ففكرت أم الأمراء لحظة ثم قالت: «ذلك هين علي، ولكنني أخاف أن يستغشك الخفر على الأبواب.»
قالت: «لا تخافي.»
فقالت: «ها أنا ذاهبة إلى حجرتي وبعد قليل تعالي إلي تجدي الثوب حاضرا.»
ناپیژندل شوی مخ