قالت ذلك ووقفت وقد عاد إليها نشاطها والتفتت إلى مسلم وعيناها تنطقان بالشكر على ما أبداه من الغيرة. فأجابها على الفور «إنك ستعودين إلينا وتنزلين في دارنا ... أو الأفضل أن تمكثي هنا فنرسل من يأتي إليك بالأمتعة والجواد.»
قالت: «بل أفضل الذهاب بنفسي وسأعود الليلة أو في صباح الغد - إن شاء الله.»
فقال مسلم «بل تأتين الليلة.»
الفصل الحادي والستون
في اليقظة
فأشارت مطيعة واختلت في غرفة لبست فيها ثوب الصقالبة الذي دخلت به الفسطاط واستأذنت بالانصراف وخرجت وهي تذكر الطريق التي جاءت بها وتتوهم أنها مرت في تلك الطريق منذ بضعة أيام وقد مر على ذلك عدة أشهر. وصلت الفندق فرآها صاحبه بالترحاب وأبدى غاية الاستغراب لما رآها فيه من النحول وسألها عن سبب غيابها وأن خاطره شغل عليها كثيرا حتى خاف أن تكون قد ماتت - قال ذلك بين الجد والهزل - فاستلطفت مجونه وقالت: «الحمد لله أني لا أزال حيا (لأنه يعرفها غلاما صقلبيا) ولو مت ما الذي كنت تصنعه بالجواد؟»
قال: «أي جواد يا سيدي.»
قالت: «الجواد الذي جئت عليه.»
قال: «إن الجواد أخذه رفيقاك ومضيا» يعني الدليل والخادم.
قالت: «وكيف أذنت بذهابهما؟»
ناپیژندل شوی مخ